-->

قصة الجدة مع العيد الكبير - الجزء الثاني

الجزء الثاني
من قصص الاطفال:
جدي والعيد الكبير

ذهبنا نحن وجدتنا إلى سوق الخراف تسأل عن ثمن الخروف، وقالت للبائع أرجوك يا بني أريد له قرنين كبيرين ولا يكون به أي مرض أو عاهة، وأريده سمينا فهذه أضحية ستذهب إلى الله تعالى ولها شروط ، فلقد صرت كبيرة في السن ولا أستطيع أن أميز الحسن من هؤلاء الخراف.

البائع: لا تقلقي يا أمنا أحسن خروف سيكون من نصيبك بإذن الله وأجلسها على كرسي ووزن خروفا سمينا، وأخذ حقه منها بعد الاتفاق، ووضعه على سيارة مكشوفة، ونحن ركبنا سيارة والدنا ومضينا ننظر له من الزجاج الخلفي في السيارة. 

كان وديعا لا يصرخ، ولا ينطح بقرنيه، بل كان يصدر صوت ماااااء بااااااء طوال الطريق، جدتي وضعته في الحديقة الخلفية لمنزلنا ووضعت له برسيما وماء، ونحن ننظر عليه من باب الحديقة ونقلد صوته بااااااء مااااااااء ونضحك.


ثم نعود لجدتنا يا جدتي أكملي لنا قصة سيدنا إبراهيم عندما كان طفلا إلى أن صار نبيا، تكمل جدتنا وتقول: أول القول نصلي على الرسول فنردد جميعا: عليه الصلاة والسلام.. وصلنا إلى أن سيدنا إبراهيم كان طفلا وأنكر على قومه ما يفعلونه من ظلم وقتل لأبنائهم بسبب آلهتهم، وكلما شب وصار غلاما عاقلا اشتد غضبه عليهم حيث وحدهم يعبدون ما ينحتون بأيديهم فقد كان يجلس ويشاهد والده وهو ينحت الصنم، ثم يشتريه الناس منه ويقدسونه ويعبدونه، فتعجب واستنكر عليهم ذلك، وكان متيقننا أن هذه الأصنام ليست إلها أبدا، وظل يلين بقوله لوالده كي يكف عن عبادة الأصنام ويقنعه أنها لا تنفعه؛ ولكن دون جدوى.

ولكن كيف يقول أنها ليست آلهة دون يقين، لابد أن يبحث عن من خلقه وخلق الناس أجمعين، لابد أن يعرف من ذا الذي رفع السماء هكذا بغير عمد، وينزل الأمطار ، من المسؤول عن إدارة هذا الكون من الذي بيديه حياته وموته مرضه وشفاؤه، رزقه وإطعامه من ربه ؟! فشط عقله من شدة التفكير وأخذ يتكلم مع مخلوقات الله لعله يعرف من خلقه، ويجد ربه. 

فجلس إبراهيم يتأمل الكون باحثا عن ربه فظهر له كوكبا فظن أن هذا هو الإله الذي يستحق أن يعبد؛ ولكنه سرعان ما اختفى فزال من عقله أن يكون هذا الكوكب ربا لعدم وجوده في لحظة... وجلس يترقب حتى ظهر القمر فقال في نفسه لابد أن هذا الإله الذي خلقني ولكن بعد حين اختفى القمر، فتأكد أن الإله لا يختفي أبدا.. ولابد أن يبحث وقتئذ عن إلهه في باقي الكون وإلا سيكون مثل الناس الكافرين بعبادة الله وحده؛ وظل مترقبا للسماء حتى سطعت الشمس فهلل إبراهيم ظنا منه أن هذا هو الإله الكبير المستحق للعبادة؛ ولكن عندما حان وقت غروبها تأكد أن خالق هذا الكون هو من خلق كل هذا وخلقه وهو غير مرئي وهو الذي يستحق العبادة وذهب إلى قومه يخبرهم بإسلامه لله وحده وبكفره لما يعبدون. 

ثم سكتت جدتي عن الكلام وتلت آيات من سورة الأنعام: قال تعالى:

"1. فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ2. فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ3. فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ4. إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ".

لم تنته قصتي لكنني سأكملها غدا .. فصحنا أرجوك يا جدتنا، لكنها سكتت عن الكلام اليوم.

ونستكمل القصة غدا...
----------------------------
اذا اعجبتكم هذه القصة
لاتنسونا من صالح الدعاء
والتشجيع والمشاركة والتعليق
ــــــــــ
وبنقرة واحدة
يمكنكم تحميل هذه القصة
عبر هذا الرابط
Telechargement files