-->

هل هناك انبياء ورسل إلى الأمازيغ؟!

هل خص الله تعالى امة الامازيغ برسالة معينة؟ وهل بعث الله فيهم بعض الانبياء؟

مما لا شك فيه ان الامازيغ امة من امم الارض، سكنوا شمال افريقيا منذ حقب طويلة، واعتنقوا كثيرا من الديانات وكثيرا من التعاليم والشرائع، منها بعض الشرائع السماوية...

وعليه، واستئناسا بذلك نتساءل: 

هل للامازيغ أنبياؤهم؟ 

وهل هناك انبياء من اصول امازيغية؟

نعم هناك أنبياء من أصول أمازيغية لم يذكرهم الإسلام، مثلما هناك انبياء في جميع أمم خلت، والدليل على ذلك أن هناك أنبياء ورسل لم يذكرهم الله في القرآن، ولا النبي محمد صلى الله عليه وسلم في السنة. ونستشهد بقوله تعالى: “ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك".

وعدد الأنبياء 124 ألف نبي وأن الله قصص علينا بضع و20 نبيًا فقط، وأن الله بعث أنبياء ورسلاً إلى جميع الأقوام والأجناس. ونستشهد بقوله تعالى في سورة النحل الآية 36 “ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن أعبدوا وإجتنبوا الطاغوت”. 

وقوله ايضا في سورة فاطر الاية 24: "وان من امة الا خلا فيها نذير".

وفي سورة يونس الاية 47 قوله تعالى: "ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون".

وأيضًا قول الله تعالى: “إنا أرسلناك بالحق بشيرًا ونذيرً وإن من أمة إلا خلا فيها نذير”. 

وبالإستناد إلى كل هذه المعطيات فإن الأمازيغ هم كذلك أمة من بين هذه الأمم، والله يُخبرنا بأنه يرسل كل نبي بلغة قومه مصداقًا لقوله تعالى في سورة ابراهيم اية 5 : “وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليُبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم”. وهذا ما يؤكد بأن هناك أنبياء أمازيغ أرسلهم الله.

ولعل جميع هذه السور المشار اليها اعلاه تقرر أن لكل أمة رسولا. والغرض من هذا هو تبيان أنه ظهر في أسلافنا الأقدمين نبي على الأقل، هاد، مصدقا لقوله تعالى: "ولكل قوم هاد".

انبياء من اصول امازيغية

ونضيف إلى ذلك ما يقوله بعض المفسرين بأن بمجمع البحرين الذي التقى فيه سيدنا موسى مع سيدنا الخضر عليهما السلام هو مجمع البحرين بطنجة بالمغرب، وقال بعضهم إفريقية أي تونس. وهذا ما يمكن أن يستأنس به في وجود الأنبياء بأرض الأمازيغ.

ويقول الكتاني في كتابه: "سلوة الانفاس ومحادثة الاكياس" أنه عندما كان الامبراطور "بختنصر" يقتل الأنبياء. فر هؤلاء بأنفسهم وركبوا البحر فلاح، أي رمى، بهم الريح ل" رباط ماسة ". وخرجوا منها. و توجهوا ناحية " القبلة ". 

ويضيف أنه كما شاع وذاع عند أهل سوس أن تلك الجبال، الحائلة بين بلادهم وصحاري المغرب بقبلتها، تعتبر مدفن ثلاثة من الانبياء، وهذا ما كتبه محمد بن جعفر الكتاني سنة 1894 في كتابه أعلاه، كاشفا بذلك ولاول مرة عن معلومة غير مألوفة لم تنتشر على نطاق واسع.

وأسماء هؤلاء الانبياء، كما أشار الى ذلك الكتاني في مؤلفه في الصفحة 297 و298 هي: "سيدنا دانييل" و "سيدنا ولكناس" و سيدنا شناول".

وهذه ثلاثة انبياء قيل بوجودهم بالمغرب:

1- سيدي دانيال:

انه موجود بمنطقة تاكموت ببلاد المغرب وقبره معروف عندهم الى الآن يستسقون عنده اذا نزل بهم قحط. ويستشفون بترابه. و يقصدونه في قضاء حوائجهم، كما توجد مغارة بالقرب من المنطقة تسمى ايضا باسمه "مغارة دانيال".

2- سيدي ولكناس: 

مدفنه على راس جبل بين " تيزغت " و " وادي ئيسافن ". قبره معروف عند اهل تلك البلاد. معظم الناس يقصدونه بالزيارة. ويستشفون بترابه كذالك. ولا يسكن احد بالقرب منه الا بعيدا.

3- سيدي شناول: 

دفن ببلاد " تامدولت " المدينة العظيمة خارج الجبال المذكورة لناحية الصحراء، ويقال ان عمرانها كان قبل مدة لمتونة.

انبياء الى الامازيغ

وبخصوص النبي "سيدي ولكناس" فهو يسمى ايضا ب"سيدي حزقيل" ويكتب بالأحرف اللاتينية Ezikiel، ويوجد ببلدة "إسافن" باقليم طاطا بجنوب المغرب، حيث يستقر ضريح غير مألوف. وسكان المنطقة يسمونه ضريح "سيدي نبي الله" وهو الوحيد الذي أقيمت فوقه قبة يجتمع عندها العشرات من السكان المجاورين له في كل عام إبان فصل الصيف.

يقولون إنه كان بين أنبياء بُعثوا في الشرق، إلى العبرانيين، قبل أن تسوقه الأقدار بعيدا بآلاف الكيلومترات، ويدفن في بلدة بسيطة تقع في جنوب منطقة “سوس”، التي يأهلها جزء كبير من أمازيغ المغرب.

وحزقيل هو النبي الذي ورد ذكره في القرآن في قصة الرجل الذي مر على قوم موتى فأحياهم الله.وبالفعل فقد فسر الطبري هذه الآية على أنها تشير إلى النبي حزقايل: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ الله مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ الله لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ” -الآية 243 من سورة البقرة.

وفي الواقع، اذا توغلنا في ارض المغرب نجد هناك بعمق مجموعة من المناطق توجد بها مجموعة من الاضرحة القديمة والمتوغلة في التاريخ، ويستقر بها مجموعة من الاولياء الصالحين العديد منهم ذو اصول أمازيغية...

وكما يدعي البعض من المغاربة ويضيف الى ما قاله الكتاني في كتابه السالف الذكر بأنه يوجد بأرض المغرب سبعة من الأولياء الصالحين من أصل أمازيغي قد يكونون من الانبياء وهم:

4- سيدي يونس:

هو ضريح موجود بسلا بالمغرب، ومعروف باسم ”سيدي يونس” أو ”سيدي بوسدرة " ويعتقد انه مدفون فيه النبي يونس المعروف بقصة سقوطه في المحيط والتهمه الحوت.

5- سيدي مرقص:

ويعتبر واحدا من الرسل السبعين للسيد المسيح عيسى بن مريم وكاتب الانجيل الذي حمل اسمه ”انجيل مرقص”، ويعتقد انه ولد بقورينا بإقليم برقة بليبيا بشرق أرض تامازغا وهاجر لفلسطين بعد ذلك، ومن تم عاد إلى ليبيا بشرق تامازغا ونشر الرسالة المسيحية وتوفي فيها بمنطقة شحات، ولكن في الوقت القريب تم أخذ جسده وهو الان موجود بالكنيسة القبطية.

6- سيدي يوشع:

وهو ضريح يوجد بتلمسان بالجزائر بمنطقة تسمى "سيدي يوشع" ويعتقد انه دفن بها النبي يوشع بن نون، وهو النبي الذي وحد بني اسرائيل وادخلهم الى ارض كنعان وعاش بها، ويعتقد انه هو النبي الذي التقى بالنبي موسى في مجمع البحرين.

7- سيدي نون:

وهو والد النبي يوشع، وهو مدفون بجانب ابنه يوشع بتلمسان بالجزائر، حيث يعتقد انه ولد بارض الامازيغ بعدما كان اجداده من الوافدين اليها.

هذا باختصار ما يتم تداوله والإشارة إليه في كثير من الكتب والمواقع والصفحات ولك ان تتمعن فيه جيدا وتحاول قراءته تاريخيا ودينيا وسياسيا واجتماعيا. 

والموضوع مفتوح... طبعا للنقاش المفيد...

ولكن الذي لا نختلف فيه: أن المغرب العربي كان ولا يزال ارض "التعايش السلمي" لجميع الاثنيات وكل الديانات حتى الوثنية منها، ممن كان اجدادهم على وثنية وسط افريقيا. ثم تحولوا عنها الى اليهودية، ثم الى الديانة المسيحية. ولما توسع الاسلام في افريقيا دخلوا اليه، وقد اخلصوا له اخلاصا لا مثيل له، حيث برز منهم مسلمون من اعلام وعلماء واولياء صالحين وقادة مشهورين يذكرهم التاريخ باعمالهم الى يومنا هذا. 

وعليه يمكن فهم مثل هذه الظاهرة الغريبة في سلوكات بعض القبائل الامازيغية، والتي تعتبر مثال للانسانية وتقبل التعايش مع كل الأجناس والديانات...

المراجع:

-  كتاب سلوة الاتفس ومحادثة الاكياس للكتاني، ص: 297 و298. 

- اعداد بتصرف من الانترنيت.