-->

قصة جدتي وعيد الاضحى - الجزء الثالث

هيا نكمل قصة أطفال
جدتي والعيد الكبير
الجزء الثالث

اشترت جدتي لنا شرائط ملونة ألوانا زاهية حمراء وصفراء وخضراء، وأوصت بأن يلصق كل منا عبارة على الحائط بمادة سهلة اللصق والإزالة عبارات مثل: عيد سعيد، أهلا بالعيد ، مرحبا بك يا عيد وبالفعل كتبنا ما أرادت وصارت الغرفة بهية الطلة لدرجة أنني ظللت أخرج ثم أدخل ثم أخرج لأدخل حتى أراها مرات عديدة كيف صارت غرفتي أجمل بعد لصق تلك الزينة.

وجئنا لنشكر جدتنا كانت على طاولة خشبية في المطبخ تصنع فطيرا؛ فقلت لها أهذا الفطير ستخبزينه من أجل العيد؟ ردت: نعم يا حفيدتي.. أنا أحاول أن أبهج نفسي وكل من حولي بكافة الطرق، وعندي عادة أن أخبز الفطائر وأشتري نبات الترمس واللب والفول السوداني والشيكولاتة والمكسرات كي أضعها على الطاولات لمن سيزورنا في أيام العيد، ففي الأعياد يود القريب قريبه؛ ويقوى رباط الحب بين الناس ... فرددت : يا الله نسينا أن نشكرك على الشرائط التي زينت الحجرات.

فضحكت جدتي وأمرتنا بالجلوس لتكمل لنا وتقول: في أول القول صلوا على الرسول؛ فنردد عليه الصلاة والسلام.. تتابع جدتي إكمال حكايتها ... تعلمون يا أحفادي أن حتى الكفار كانت لهم أعياد! ويحتفلون بها بطريقتهم وكأن العيد فرصة كبيرة لهم لإسعاد القلوب ، ولكن سيدنا إبراهيم بات يغضب لله ويحزن على عبادتهم لغيره، فأراد سيدنا إبراهيم أن يلقنهم درسا علهم إذا شاهدوه بأعينهم يؤمنون؛ فانصرف عنهم وتركهم يحتفلون .. ودخل إلى أصنامهم يكسر فيها وهم لا يشعرون، ثم ترك لهم أكبر صنم واختفى، وعندما دخل قومه على الآلهة صعقوا من المنظر! من الذي يستطيع تحمل غضب الآلهة ويتجرأ أن يفعل ذلك، فتذكر هؤلاء ذاك الفتى الذي كان يقول أنه كافر بهم، وأنه عبد إلها واحدا وتذكروا اسمه .. كان يدعى ابراهيم.


هنالك تجمع كل الناس ليشهدوا المحاكمة التي ستكشف من الفاعل وسينال أكبر عقاب، وبدأوا بالفعل في سؤاله حتى لا يتسرعوا بالحكم، وسألوه: أأنت فعلت هذا في آلهتنا يا إبراهيم؟! ثم أشاروا على كافة التخريب الذي طال الآلهة، ولكن إبراهيم نكر الفعل وأقر بأن الفاعل هو أكبر صنم حيث كان معه أداة التخريب، فأغلظوا عليه القول : أنت تعرف أنهم لا يسمعون ولا يقدرون على فعل ذلك؛ هنالك رق قلب إبراهيم لهم وحاول إقناعهم ... إذن كيف تعبدون من لم يستطع كف الضر عن نفسه؟ كيف تعبدون من لا يسمعون إذا دعوتموه؟ من لا يبصركم إذا سألتموه؟ فنظر القوم لبعضهم بتعجب من كلام ذلك الفتى الصغير الذي يريد منهم أن يتركوا دينهم ودين أجدادهم ثم يعبدون إلهه الذي لا يُرى! وأصدروا الحكم .. والحكم كان الحرق بالنار حتى الموت، وذلك ليكون عبرة فيما بعد لمن تسول له نفسه ويمس الآلهة بسوء!

ما أشجع إبراهيم حين كسر الأصنام! وكيف لم يصرخ عندما سمع وسيلة عقابه؟ فالنار أشد أدوات التعذيب، وكان يعرف جيدا أن احتمال إيمان قومه لكلامه ضعيفا جدا، وأن ممكن أن يعرض حياته للخطر بتدمير الآلهة، ولكن حب الله تعالى قد تملك من فؤاده، فمعرفته لخالقه أكسبت روحه الشجاعة التي يواجه بها أي صعاب، وقف صلبا أمامهم لا يرتجف في قلبه يقين لا يجف، ورموه في النار بلا رأفة؛ لكن ربكم الرؤوف رب النار أمرها أن تكون بردا وسلاما عليه، وخرج من النار إبراهيم بلا أي أثر قد آمن بدعوته القليل من قومه ومن ضمنهم السيدة سارة فتزوجها ومن شدة حلمه ورأفة قلبه لم يدع عليهم بعدما قذفوا به في النار بل تركهم وهاجر ، وخرج بالقليل من القوم مع السيدة سارة إلى بلاد الشام لينشر دينه عند قوم آخرين.

وقت الأسئلة:

1. ما ألوان الشرائط التي اشترتها الجدة؟
2. لماذا كانت تخبز الجدة الفطائر؟
3. ما دليلك على أن سيدنا إبراهيم شجاع؟
4. بماذا أمر الله النار؟
5. هل دعا سيدنا إبراهيم على قومه؟

وبعدما أجبنا كل الأجوبة سكتت جدتي عن الكلام وقالت سأحكي لكم لاحقا حتى التمام...
يتبع.......
----------------------------
اذا اعجبتكم هذه القصة
لاتنسونا من صالح الدعاء
والتشجيع والمشاركة والتعليق
ــــــــــ
وبنقرة واحدة
يمكنكم تحميل هذه القصة
عبر هذا الرابط
Telechargement files