-->

قصة أطفال: أكلتها القطة

سامي شاب فقير في مقتبل العمر عمل في مصنع ألبان على آلة من آلات التعقيم، كان كل يوم يسأل أخوته الأصغر منه عن ما يحتاجونه، وبعد انتهاء يومه يرجع بما ربح إلى أخوته، ويشتري لأخوته كل ما طلبوه منه، سامي كان يسعى لإسعاد من حوله حتى يشعر هو بالسعادة.

كان يحمل أخاه الصغير فوق ظهره ويقلد صوت الحصان، كي يضحك هو فيسمع ضحكاته فينشرح صدره، ويقلد صوت العصفور لأخته الصغيرة، وصوت الكلب، وصوت القطة فتنبهر أخته الصغيرة بما يقوم به، كان الجميع يأنس بوجوده بينهم، كان لو استطاع أن يشتري لهم نجوم السماء تضيء لهم الطريق الذي يمشون فيه لفعل؛ لذا كان يجتهد اجتهادا في عمله ليل نهار ويبذل قصارى جهده.
وذات يوم وزع المصنع على العمال نصيبا من القشدة الجديدة غالية الثمن، ففكر أن يشتري لكل أخوته قشدة المصنع الجديدة، وبالفعل اشترى أربع قطع ووضعهم في صندوق ورقي، وأخذ يخطو على عجل حتى يقترب من البيت، أسند الصندوق على السلم وأخذ يفتح باب الشقة بالمفتاح وينادي على أخوته، فتجمع الجميع وقال لهم سوف تتذوقون طعما فريدا اليوم لقد أحضرت لكم قشدة المصنع الجديدة، ثم نظر حوله فلم يجد الصندوق، فتذكر أنه وضعه على السلم، فخرج يتفقدها وجد القطط قد اجتمعت على الصندوق وأخرجوا محتوياته وفروا هاربين أول ما رأوه مخلفين وراءهم بعض آثار القشدة، فدخل البيت حزينا. 

قال الأخ الأصغر: ليس لنا نصيب في القشدة، من الممكن أن تكون القطة جائعة أكثر منا، أو يكون الله يحمل لنا رزقا أوسع، فلا تحزن، فكفى أننا علمنا كم تحبنا بشرائك لنا أفخم أنواع القشدة! 
وصباح اليوم الثاني جمع المدير العمال في اجتماع طارئ، وعمل تصويت لبعض الأشياء في المصنع ومن ضمن هذه الأشياء طعم القشدة الجديدة، فأدلى كل عامل بصوته إلا سامي، فسأل المدير المشرفين هل لم يأخذ ذاك العامل حصته من القشدة؟! وأشار بيديه إلى سامي، قال المشرف: لا يا سيادة المدير أخذ مثل زملائه، قال إذن لماذا امتنع عن التصويت أرسلوه إلى مكتبي حالا.

دخل سامي إلى مكتب المدير ببطء، وظل واقفا، فأجلسه المدير وقال له: لماذا لم تقل رأيك في طعم القشدة؟، حتى نستطيع أن نطور من جودة منتجاتنا. رب طعمها كان سيئا فخشيت أن تقول، أحب أن أسمع رأيك في القشدة مهما كان، قال له سامي: يا سيادة المدير إني أخذت القشدة واشتريت لأخوتي من المصنع قشدة بعددهم، وعند فتحي لباب الشقة أكلتها القطة؛ المدير يسأله متعجبا: ما الذي أكلته القطة يا سامي؟ رد: القطة أكلت كل القشدة لأنني نسيتها على السلم أثناء فتح الباب، وخفت أن أقول رأيي في القشدة سواء بالسلب أو بالإيجاب تحسب كذبة، فآثرت عدم التصويت، هذا كل ما في الأمر يا سيادة المدير. 
أرسل المدير يحضر لسامي قشدة بدلا من التي أكلتها القطة، وقال لسامي: أعجبني فيك يا سامي رحمتك بأخوتك، وأمانتك في عدم الإدلاء بصوتك؛ لذا سوف أعينك هنا أمين المخازن في مصنعنا، لأن من كان قلبه رحيمًا يصعب عليه اقتراف الذنب، ومن يخاف الكذب لن يغش ولن يسرق أبدا. 

تهلل وجه سامي وذهب لأخوته بالقشدة وبنبأ الوظيفة الجديد؛ أقاموا له احتفالا كبيرا ووضعوا القشدة في أطباق صغيرة ورشوا عليها بعض المكسرات، وأصبح سامي في وظيفته الجديدة لين القلب، رحيما يحبه الجميع، وأخذ راتبا كبيرا يستطيع أن يشتري به لأخوته ما يريدون؛ وأصبح يشتري للقطة التي تقف على السلم قشدة كل حين وآخر، ويقدم لها اللبن كل يوم، فلولا أكلها القشدة ما كان وصل لما وصل إليه!.

الدروس المستفادة:

- كل قدر الله خير.
- الإنسان الرحيم يصعب عليه أن يقترف ذنبا.
- الذي يخاف الكذب لا يغش ولا يسرق.
- الأمين يصل إلى مناصب كبيرة.
- الرحمة بالحيوانات فهم خلق الله.
--------------------
اذا اعجبتكم هذه القصة
لاتنسونا من صالح الدعاء
والتشجيع والمشاركة والتعليق
وبنقرة واحدة
يمكنكم تحميل هذه القصة
عبر هذا الرابط