-->

قصة أطفال: الله يدبر لك الخير

يحكى أنه كان في المدينة ولد يرعى أمه المريضة ويبيع الحلوى للمحال على عربة خشبية من ثلاث عجلات، كانت والدته توصيه دوما بعدم التأخر خارجا وتقول: يا بني لا تجهد نفسك ، فأنا أريدك أن لا تهمل دروسك مقابل ما تفعله من أعمال.

قصص الاطفال

ولكن هذا الولد كان يعمل على الموازنة بين العمل وبين الدراسة فكان يستيقظ الفجر ليشتري البضاعة من مكان معروف وسط البلدة ويضعها في غربته ، ثم يذهب إلى المدرسة ويتلقى العلم، ثم يخرج يمر على المحال بالبضائع، ويعود إلى بيته مسرعا لكي يبدأ في حل واجباته ومذاكرة دروسه .

وكان اليوم الذي لا يخشى من فوات الوقت فيه هو يوم الإجازة الأسبوعية، وكانت الإجازة يومي الجمعة والسبت، فكان يوم الجمعة هو يوم الراحة بالنسبة له ، و كان يقضيه مع أمه يرتب فيه البيت جيدا، ويحضر طعاما شهيا لحما أو سمكا أو دجاجا، ويفتح نوافذ البيت  وبعدها يتناول الفطور مع أمه ويحكي معها نوادر الأسبوع، ثم يحصل على أدعية مباركة من أمه، ونصائح ذهبية لا تقدر بثمن ولعل أكبر نصيحة أخذها، لا تحزن على ما تخسره فالله يحمل لك في أقداره كل فوز ونجاح.

وفي يوم من أيام عمله خرج من مدرسته يجر عربة الحلوى يوزعها على المحال، فاستوقفه رجل شرطة المرور، قال بغلظة كيف لطفل مثلك يسير في هذا الطريق، هذا كله خطورة على حياتك تفضل وسر من الناحية الخلفية الأكثر أمانا، وكان إذا سمع كلام الشرطي سوف يسير طريقا طويلا ولن يوزع بضاعته للمحال التي بالشارع، فاستسمح شرطي المرور ولكنه أغلظ عليه القول وقال: لو رأيتك هنا سأذهب بك إلى الشرطة وأقاضيك بتهمة تعطيل المرور.

بكى الطفل على العملاء الذين لن يوزع لهم البضاعة والوقت الذي سيخسره كل يوم حيث طال الطريق عليه، وبينما هو كذلك أمطرت السماء وكان عليه أن يترك السيارة ويذهب إلى بيته، لكن البضاعة كانت لم تزل في عربته ، ويخاف عليها إذا تركها في الأمطار وبدون حارس يسرقها اللصوص، فذهب إلى موقف العربات يستأذن الحارس أن يحرس له عربته فأبى الحارس خوفا من المسؤولية.

فيه خير وكله خير

فذهب بالعربة تحت بيته وظل واقفا في نافذة بيته ينظر إلى العربة حتى طلوع الشمس، ثم مر على محال جديدة من الطريق الأكثر أمانا وكله أسى على الجهد المضاعف كل يوم، فوجد محلا جديدا يفتح سأله عن أسعاره فوجدها معقولة ، فقال له صاحب المحل: مر بعربتك كل يوم من هنا سأشتري ما معك من بضاعة كل يوم, أمسى الطفل يقفز من الفرحة فسوف يسير من الطريق الأكثر أمانا كل يوم ولن يقف عند كل محل يعرض بضاعته، بل سيقف عند مكان واحد وسيشتري ما معه ويعود إلى بيته سريعا.

قد كان بالأمس ينظر للسماء الممطرة ويقول كم أنا حزين، ولم يعلم أن رب السماء كان يدير له كل فرحة فرجل الشرطة الذي أجبره على تغيير طريقه كان شيئا محزنا، والأمطار التي ملأت الأرض كانت مرهقة جدا له، ولكنها أعطته فرصة لكي يبحث عن باب جديد من الرزق يكون أسلم وأسهل، فعلم الطفل وهو في سنه الصغير أن الله يدبر له الخير، وأن جميع قدر الله خير، كبر الطفل وصار رجلا كبيرا عنده مصنعا للنشا والجلوكوز يورد لجميع المحال في البلدة، فمن الممكن أن حياته الصعبة قد جعلت منه رجلا قويا ماهرا مسؤولا، فاعلم يا من تقرأ هذه القصة أن الله يدبر لك كل خير!

الدروس المستفادة:

- الله يدبر لك كل خير.
- ظروف الإنسان الصعبة تجعل منه رجلا ناجحا.
- التسليم بقضاء الله والرضا دوما به.
- الرحمة بالوالدين.
اذا اعجبتكم هذه القصة
لاتنسونا من صالح الدعاء
والتشجيع والمشاركة والتعليق
وبنقرة واحدة
يمكنكم تحميل هذه القصة
عبر هذا الرابط