-->

قصة اطفال: أبي من أغنى الأغنياء

سامي طفل عاش في بيت متواضع جدا ومحيطه محدود جدا فإما الأقارب أو الأصدقاء، ولم يكن العالم مفتوحا  كما هو عليه الآن، فلا يوجد تلفاز ولا راديو ولا هاتف، بل كان الناس يضيئون بيوتهم بمصابيح من الجاز، وكل بيوت شارعه لم يدخلها كهرباء.

قصص الاطفال

كان والد سامي يمضي على عربة خشبية بها ثلاث عجلات وإطار ويضع عليه حلوى من محال الحلويات، ثم يبيعها طوال اليوم ويرجع بيته بكل المبالغ ثم يرد لأصحاب البضائع الأموال ويأخذ منهم بضاعة أخرى ويبيعها، وكل يوم كان يفعل نفس الشيء.
كان سامي وقتها في الصف الثاني الابتدائي ينتظر والده ليرجع ويرى معه الكثير من الأموال، ولأن والد سامي الذكي كان يريد تنشيط عقل ابنه ويجعله يحب الحساب، فكان  يضع كل ما بجيوبه ومحفظته على الطاولة، ثم يطلب من سامي جمع العشرات وحدها والخمسات وحدها والقروش وحدها، ومن ثم جمعهم وعدهم.

قصص الاطفال

فيفرح سامي بثقة والده فيه ويجمع ويخطأ تارة ثم يجمع وينجح تارة ثم ينظر للأموال التي أدرك أنها كبيرة ويطلب من والده الكثير من الطلبات، أبي أريد التفاحة المحلاة بالعسل، وأريد السيارة التي إذا سحبتها للوراء سارت إلى الأمام، وأريد الطفل الذي إذا وضعت له إناء ماء يسبح فيه، وأريد الدجاجة التي تبيض بيضة صفراء، والأب يبتسم لسامي وهو يعد كل هذه الألعاب ويقول غدا يكون عندك الذي أستطيع شراءه.
وفي اليوم التالي يجد سامي أغلب الطلبات مع والده عند رجوعه من العمل، وفي المدرسة يتكلم كل طفل عن والده، يقول أحدهم: أنا والدي طيب وحنون، والآخر يقول: أنا والدي قوي وشجاع، يرد سامي ويقول: أنا والدي من أغنى الأغنياء، ينظر الأطفال لبعضهم ثم إلى سامي ويبتسمون، لأنهم في مدرسة متواضعة ويسكنون في حي متواضع جدا، فكيف يكون والد سامي أغنى الأغنياء؟
لقد ظن سامي من شدة كرم والده معه أنه رجل غنيٌ، وأن كل الأموال التي يعود بها كل يوم يضيفها إلى ثروته، ثم مرض الأب مرضا شديدا لم يستطع بسببه قيادة العربة الخشبية ولا المرور على المحال، وصار بيت سامي فارغا من الطعام، وهنا أدرك سامي أن والده لم يكن أغنى الأغنياء بل رجل فقير يعمل كل يوم ليوفر لأولاده حياة طيبة، وقد أثقل عليه ابنه بالمصاريف والطلبات، فلمح في عين والده الحزن، فقال سامي: ما بك يا أبي؟ فسكت الأب ولم يرد؛ فقال سامي أنت يا والدي من أغنى الأغنياء، لأنك كنت تحقق ما تستطيع من مطالبي، ومازلت تحققها، فتعجب الأب من قول ابنه!
كيف لا يزال يحقق له طلباته؟ فتابع سامي حديثه وقال كم كنت أتمنى أن تجلس معنا هذه الجلسة الطويلة تحكي لي وأحكي لك، فإن وجودك بجانبي أفضل عندي من السيارة التي تسرع إلى الأمام، ومن الألعاب جميعها، فابتسم الأب ويوما بعد يوم بدأ يتعافى والد سامي، ونزل للعمل، لكن سامي كان يقول له عد سريعا يا أبي ،. لا أريد ألعابا فقط أريد حكي القصص معك والأنس بمعيتك كي أكون أغنى الأغنياء!

الدروس المستفادة:

ـ الغنى الحقيقي في وجود الأب جانبك.
ـ لا تثقل على والديك بالطلبات.
ـ الأب يعمل ويتعب من أجلك .
ـ حاول تتمتع بأنس معية والديك قدر المستطاع.
----------------------
اذا اعجبتكم هذه القصة
لاتنسونا من صالح الدعاء
والتشجيع والمشاركة والتعليق

وبنقرة واحدة
يمكنكم تحميل هذه القصة
عبر هذا الرابط