-->

قصة الجدة مع عيد الاضحى - الجزء الرابع

اليوم سنسدل كل ستائر البيت بيت ما غسلتها جدتي رائحة البيت أشبه بزهور البنفسج ، كل شيء نظيف السجاد المفروشات أجواء تبعث في نفس الإنسان الراحة والطمأنينة، وها هي جدتي لا أعرف ما الذي تفعله في هذا المطبخ، وتخرج علينا تلك الروائح الذكية، ما اختلف اثنان على طعم أكلها قط، الكل يشهد أنها أمهر طباخ عرفته الدنيا، أنا لا أبالغ هكذا يقولون، جدتي.

تكتفي بجعلنا نجهز لها الخضراوات ننظف نغسل مقطع لكن لا تقترب من النار أبدا، لأنها تخاف علينا خوفا شديدا.

الآن تقترب من غرفتنا!
على ما أظن أنها انتهت من مهمتها في المطبخ، ونعرف جميعا أول ما ستبدأ القول نصيح كلنا في نفس الوقت : بداية القول نصلي على الرسول اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، جدتي تبتسم لحماسنا الشديد لتكملة قصة سيدنا إبراهيم والسيدة سارة وابن أخيه سيدنا لوط وذهابهما إلى بلاد الشام وبالتحديد فلسطين الحبيبة تقول جدتي: لا يتخيل أحدكم أن حياة الرسل كانت ممهدة لا صعاب فيها، بل كانت مليئة بالمخاطر والصعاب فأول صعوبة كانت إلقاء إبراهيم في النار، وثاني صعوبة هي الهجرة لبلد لا قريب فيها ولا حبيب، والأصعب من الغربة هو الحاجة والعوز إذ مرت على تلك البلاد شهور الجفاف وصعبت الحياة على سيدنا إبراهيم والسيدة هاجر فهاجر سيدنا إبراهيم إلى مصر .. 

ولكن لم تسلم السيدة سارة من ملكها فقد كان شريرا يريد بها الشر لكنها دعت الله الذي آمنت به على لسان رسوله إبراهيم أن يكفيها شر هذا الملك، وبالفعل أمام دعاء السيدة سارة أغشي على الملك ثلاث مرات ، فسأل عن الإله الذي تدعي باسمه وسأل سيدنا إبراهيم عن دعوته وشعر بقوة الله تعالى، فأرسل مع السيدة سارة جارية تدعى هاجر المصرية ، وأرسل مع سيدنا إبراهيم الكثير من العجول والخير الكثير ليذهب بهم مرة أخرى إلى فلسطين، أتعلمون من تلك الجارية؟

ليلى : هي السيدة هاجر أم سيدنا إسماعيل.

تقول جدتي: ممتازة يا ليلى ولكنها كانت تعبد الآلهة وأثناء رحلتها من مصر إلى الشام .. وجدت سيدنا إبراهيم يصلي بالناس في الصحراء، وتصلي السيدة سارة .. تتعجب السيدة هاجر كيف يصلون في الخلاء؟! أين المعابد والأصنام؟ أين الرب الذي يتعبدون له في هذا الخشوع؟ تنظر إلى وجوههم التي يشع منها النور إنها مختلفة عن وجوه رجال الدين في المعابد وجوه تملأها الرضا والطيبة والرحمة.. فسألت السيدة هاجر السيدة سارة عن الرب الذي يعتنقون دينه، قالت لها عما حدث مع سيدنا إبراهيم وقومه عندما قذفوه في النار، وعن كفرهم بالآلهة التي يعبدها الناس، وعن دعائها عند الملك الظالم بسم الإله الأحد، فرق قلب السيدة هاجر لهذا الدين، طالما كان يراودها شعور أن لهذا الكون رب غير الآلهة المصرية التي في المعابد.

السيدة هاجر قبل أن تقع أسيرة في الحرب كانت ملكة في مصر، وعندما انتصر الفرعون على أسرتها أخذها ضمن الجواري تعلمت اللغة المصرية القديمة، وتعرف الكثير في الطب، فصارت تفهم الدين الحنيف بعد اتباعها لرسوله سيدنا إبراهيم، وتساعد كل من احتاج إليها بعد الذهاب إلى فلسطين: تطهو للمساكبن ، تطبب المرضى ، ووقت الراحة تتعبد إلى الله كم أحبتها السيدة سارة حبا كبيرا، وقد أمر الله سيدنا إبراهيم أن يتزوجها ويذهب بها إلى الصحراء بعد ولادة سيدنا إسماعيل!

الأسئلة التي تختبر بها الجدة أحفادها:

- ما الصعاب الجديدة التي واجهها سيدنا إبراهيم في المكان الجديد؟
- كيف تخلصت السيدة سارة من شر الملك الظالم؟
- ماذا أعطى الملك كهدية للسيدة سارة؟
- لماذا تعجبت السيدة هاجر من صلاة السيدة سارة وسيدنا إبراهيم؟
- أين أمر الله سيدنا إبراهيم أن يترك زوجته وابنه؟
----------------------------
اذا اعجبتكم هذه القصة
لاتنسونا من صالح الدعاء
والتشجيع والمشاركة والتعليق
ــــــــــ
وبنقرة واحدة
يمكنكم تحميل هذه القصة
عبر هذا الرابط
Telechargement files