-->

قصة أطفال: زيارة إلى دار الأيتام

زارت ليلى جماعة من الأيتام في واحدة من الدور القريبة لبيتها، اشترت لكل الفتيات هناك حلوى وألعاب ودمى، كل الدار هللت بوجه ليلى، تسلمت المشرفة الهدايا منها وأعطتها القليل منها لتعطيه في يدهم، وقالت لها: غير مسموح في الدار بأكل هذا الكم من الحلوى في يوم واحد، يضر الجسم ويقلل شهيتهم.

من روائع قصص الاطفال

صارت ليلى ترتب برنامجها الذي أتت لتقدمه لهم، في توتر شديد من خوفها أن لا تتقن الدور جيدًا، أو لا يستمع الأطفال بها، وصارت توزع الهدايا عليهم واحدة واحدة، وتنصب شُبَّاكًا خشبيًا وفي يديها بعض العرائس اليدوية، ثم قامت لتؤدي الأدوار، فصارت تقلد المهرج والسيدة التي تبيع في السوق والفتيات تصفق.
ومع كل ضحكة تخرج من طفلة يتيمة، تشعر ليلى بدموع قلبها تنزل، كم هي في نعم لا تعد ولا تحصى، فهي تحظى ببيت دائم لا يخلو من صوت أمها ولا أبيها، الحلوى عندهم في الثلاجة وقتما يريدون بأكلون، والضحك يخرج من قلبها كل يوم من خلال الجري وراء أخواتها، الحجرة التي تنام فيها بها سرير دافئ وغطاء ناعم، ومكتب لحل الواجبات، وتذهب مدرسة تتعلم بها كل اللغات، وأمها تعد لها صندوق الطعام كل يوم، وتقبلها وتنشر لها الدعوات كل خطوة، الكل يخشى من أن يضايقها من أولاد أعمامها أو أولاد خالتها حتى لا تغضب والدتها أو والدها، العيد فيه كل شيء جديد من ملابس لفرش المنزل، فإذا فكرت أن تعيش يومًا كما تعيش هذه اليتيمة في حجرة من حجرات الدار سيكون اليوم الأصعب عليها على الإطلاق.

زيارة دار الايتام

لذا إن كان ممكن أن تكثر من الزيارات لمثل أولئك، وتعد برنامجا أكثر حرفية ، وتحمل الكثير من ألعاب الذكاء التي تشعل في النفس الحماسة، فبالتأكيد لن تتأخر!  وها هي بعد اللعب بالعرائس، فتحت جعبتها بلعبة بالأوراق أسماء إنسان البلدان والطيور والنبات بحرف موحد وبدأت اللعبة بحرف اللام اسم ولد؟ فاختلفت الفتيات في اسم الأولاد والنبات والبلدان، لكن عندما سألت عن اسم فتاة بحرف اللام قال الجميع: ليلى!
كان يوم ممتعًا شعرت فيه بحب إناس لم يربطها بهم ولا دم ولا قرابة، ربطها رباطًا أقوى بكثير، رباط الإنسانية رباط الأخوة في الله، حبل الله الذي نعتصم به، الحقيقة لا تعرف هي السعيدة أم هم السعداء، فرحتهم بأنها زارتهم، أم فرحتها بعيون الفتيات  الباسمات، رجعت ليلى إلى بيتها وعندها عشر حكايات تحكي منهم لأصدقائها لكي يقلدونها، السعادة التي شعرت بها الحب الحزن الذي كان في عيونهن وهي مفارقة، وتشجع الجميع لزيارة مثل ليلى إلى أقرب دار للأيتام، وكلما زادت الزيارات كلما كانت في حاجة إلى زيادة الأنشطة والألعاب، فتعلمت الرسم على الوجه، والحناء التي ترسم على الأصابع، وفن الإكسسوارات، وكل مرة كانت تتقن مهارة وتذهب إليهن، وآخر مرة كانت عندهن ليلى تفاجأت بشيء لم يكن في الحسبان.
لقد رسمت فتاة من فتيات الدار لوحة بنصف وجهها والنصف الآخر رسمت فيه أزهارا وأنهارًا، فوقعت كل فتاة تحت اللوحة وقدمنها لها، فسألت ما معنى هذه اللوحة؟ قالت الفتاة هكذا يراك الناس خارج الدار، وأشارت على نصف وجهها الآدمي، ثم أشارت على الأزهار والأنهار وقالت: أما نحن نراك هكذا!
لم تجد ليلى طريقة تعبر بها عن فرحتها، بل نزلت دموعٌ من عينيها من شدة الفرحة وقالت لهن : أنتن لي كالجنة وأشعر في هذه الدار بسعادة لا أشعر بها على أي مكان في هذه الأرض.

الدروس المستفادة من هذه القصة:

- حب الخير والسعي له.
- السعادة تأتي من إسعاد غيرك.
- حمد الله على كل نعمة.
- الشكر للناس لأنه قرين بالشكر لله.
وللاستماع ومشاهدة قصة اخرى جميلة ورائعة
بالصوت والصورة
اليكم قصة بعنوان
قلبي الصغير يسكن فيه الكثير

اذا اعجبتكم هذه القصة
لاتنسونا من صالح الدعاء
والتشجيع والمشاركة والتعليق
وبنقرة واحدة
يمكنكم تحميل هذه القصة
عبر هذا الرابط