-->

قصة الطفل النملة: الجزء الأول

تحلق الأطفال حول جدتهم لتحكي لهم كعادتها حكاية، فصلت على الرسول وقالت سأحكي لكم حكاية الطفل النملة، فاقترب منها الأطفال أكثر وبدأت تقص مشت نملة في طريق مظلم لأيام بحثًا عن إخوانها وأهلها بلا فائدة؛ فعلمت أنها ضلت الطريق تمامًا، فحاولت المكوث في أي بيت من بيوت هذه المدينة لأيام حتى تتعرف على معشر نمل آخرين تعرف منهم أي معلومات عن أهلها.

الطفل والنملة

دخلت أول بيت وجدت أهله يرشون قاتل الحشرات، فحاولت النفاد بعمرها والجري وهي تكتم أنفاسها أطول وقت ممكن حتى دخلت بيت آخر، وأخذت تبحث عن نملة من جنسها لكنها لم تجد غير بني البشر، فآثرت المكوث في  تستبيت حتى تريح قدمها  من المشي، ومن مشقة تلك الأيام؛ فاختارت مكانا استراتيجيا حيويا يكشف أرجاء المكان، ويسهل عليها رؤية أي صديق من بني جنسها إذ اقترب ، استراحت بجانب الثلاجة في المطبخ وأغلقت عينيها فوجدت كأنها تعوم في بحر، ما هذا انقذني بالله وفتحت النملة عينيها فإذا بطفل يصب فوق النملة قطرات ماء ويضحك، ويشاهدها وهي تموت؛ فأدركت أنها ميتة ميتة لا محالة، فدعت ربها تقول: يا رب اجعل هذا الطفل نملة ليوم واحد، فاستجاب ربها فإذا بالطفل يصغر يصغر يصغر حتى صار في حجم وشكل النملة الصغيرة، صرخ الطفل ولكن لا يسمع صوته الصغير إلا النملة، ولا يفهم كلامه إلا النملة، قالت النملة التي أغرقها في الماء: أنا من دعوت الله كي تصير نملة مثلي، سأموت الآن ولن تعرف تغير مستقبلك، فأسرع الطفل النملة يحاول إخراج النملة الغارقة في بقعة الماء وينحيها جانب المطبخ.

قصة رائعة عن النمل

ولما أفاقت النملة من دخول الماء وجفت أخذت تتحدث مع الطفل النملة حديثا قاسيا وتقول: أنت.... أيها الطفل النملة الآن أصبحت مثلي تنظر بعين نملة لا تستطيع النظر لملامح والدتك الكبيرة ولا والدك الكبير، فقدت لغة البشر للأبد لن يكون في عالمك الحقيقي إلا معشر النمل، وستواجه ما نواجه من أخطار، سيقضي عليك حذاء أحدهم وهو مار، ستمضي طول الصيف تجمع فتات الطعام وتمشي أميالا طويلة في عز الحر والحرارة المرتفعة، لا تستطيع أن تخرج عن طابور النمل حتى لا تضل الطريق وتصبح عرضة لكل قاسي مثلك، ما قولك؟
الطفل النملة: يبكي أنا أريد أن أعود لأمي ي ي ي ي، ثم يبكي ويردد أريد أن أعود لأمي ي ي ي ي، ثم ينظر إلى النملة ويعيدها أريد أن أعود لأمي ي ي ي ي.،
النملة: أجربت دقيقة تشعر بما نشعر به وانهرت هكذا، لماذا لم تكن تبكي هذا البكاء وأنت تغمرني بالماء؟ لماذا؟
الطفل النملة: أنا آسف لن أفعل في مخلوقات الله أي شيء بعد ذلك أنا أنا فقط أنا أريد أن أعود لأمي ي ي ي ي ويبكي حتى ضحكت النملة.
النملة: لا تبكِ أيها الطفل النملة لقد دعوت الله أن تصبح نملة يوما واحدا فقط، لكن أتعرف أنني أسبح الله كل لحظة وأسجد وأناجي الله فلماذا كنت تريد  قتلي، أو قتل أي نملة غيري؟ عندما تعود لحياتك قل لبني البشر لا تؤذوا معشر النمل طالما لم يضركم في شيء، ولا تعذبوهم لكي تضحكوا هم وكل مخلوقات الله.
الطفل النملة: حاضر سأقول سأقول لكني أريد أن أعود لأمي ي ي ي ي...
النملة: لكن للأسف لن تعود إلا بعد انتهاء اليوم عليك المضي معي في رحلتي إلى وادي النمل وسأرجعك مرة أخرى إلى هنا.
يتبع...

الدروس المستفادة:

ـ النمل أمم أمثالنا.
ـ مخلوقات الله تسبح باسمه.
ـ عدم التعذيب والأذى.
ـ حياة الإنسان حياة كريمة.

اذا اعجبتكم هذه القصة
لاتنسونا من صالح الدعاء
والتشجيع والمشاركة والتعليق
وبنقرة واحدة
يمكنكم تحميل هذه القصة
عبر هذا الرابط
تتمة وتكملة القصة من هنـــــا