-->

قصص أطفال: عمي أمير العائلة

عمي العزيز أحبك كما يحب الطفل والده فأكثر، أحبك وأقسم أنك في مقام والدي مقامًا وقدرًا، لا تزيد الأيام في قلبي إلا معزة ، ولا ينشر وجهك البهي في حياتي إلا سعادة، لو أملك مفاتيح القلوب لفتحت قلبك واطلعت عليه، ونظرت هل يكن لي حبًا بحجم السماء أم أقل، لأنني أحبك بحجم السماء التي تحلو عندما تنزهني أنا وأخواتي  مع أولادك، لا فرق بيننا سوى في اختلاف الأسماء، نأكل نفس الطعام، ونشرب نفس الشراب ونلبس نفس اللباس.
My uncle, the prince of the family

فعمي فتح الله عليه ورزقه رزقا من عنده فأخذ ينفق علينا مثلما ينفق على أبنائه، بل نحن من نعلوهم في الإنفاق لأن أبي ينفق علينا، فصرنا نأخذ مصروفين وأولاد عمي مصروفا واحدا، فعندما سألت عمي: لماذا تعطينا مصروفا، وأبي لا يعطي أولادك مصروفا؟ قال وهل يعطي الابن أباه؟ فوالدكم مثل ابني لأنني أخوه الكبير!
عاش عمي كأب لوالدي يسأل عنه كل يوم، يكرم أولاده، يحضر الحفلات والمناسبات والايام المهمة لنا في المدرسة، عمي لم يجرح مشاعري بكلمة ولم أسمع منه إلا كلمات مدح ( أنت ولد ذكي! ) ( ما شاء الله ما هذه الهمة!) ( منظرك اليوم مثل الأمراء!) هل يوجد في هذا العالم أسعد مني بعد هذه الكلمات؟ فكلماته تدفعني دفعا إلى التعلم والعمل على إثبات أنني أهل لهذه الكلمات فأذاكر أكثر كي يمدح ذكائي، وأحاول أن أكون أكثر نشاطًا كي يمدح همتي، وأحاول التأنق بملابس نظيفة ومفرودة كي يقول لي أنني أشبه الأمير.
عمي من هو الأمير؟
الأمير هو الرجل حسن المنظر الذي يجلس في قلعته ويحبه الجميع ويحترمه الجميع وينفذون أوامره حبًا فيه، عمي أعطيك اليوم لقب أمير، فأنت أمير العائلة الرجل الوسيم طيب الخلق العطوف، الذي يهابه الجميع احتراما له، ولا يستطيع أحد أن يرفض له طلبا وأولهم أبي، فإذا طلب عني من أبي أي طلب ينفذه حبًا له.
عمي كتبت له خطابًا حتى يكون ذكرى عندما أكبر :

My uncle, Prince

عمي أمير العائلة أتكلم اليوم باسم أخوتي، كم كنا محظوظين بكوننا أولاد أخيك الأصغر، فتمتعنا بعطفك وعطف أبي، وصرنا نحمل في قلوبنا أحلامًا لأجمل أيام نعيشها سويًا ولا يفرقنا مخلوق، فقد جمعنا رباط الدم، أحاول أن أقلد وأحاكي طريقتك وعندما أكبر سأحاول أن أكون نموذجا يشبهك، وإلى هذا اليوم سأتمتع بطفولتي وأنا أراقبك جيدًا ويسجل عقلي كل خلق فيك، أتمنى أن يوفقني الله في أن أكون ولدًا بارًا بك مثل أولاد عمي؛ وأتمنى أن ترضى عن أخلاقي دائمًا، فأنا أعرف أن الله قد حباني نعمًا كثيرة لا تعد، لكن لا أعرف نعمة أكبر من أنك كنت عمي، سأحتفظ بنسخة من هذا الخطاب كي أعلم أولادي في يوما ما كم كنت أحب عمي
أحبك يا أمير العائلة!
عمي فتح الخطاب وترقبت عيونه الباسمة حتى غلب على بسمته عبرة نزلت خارجًا عن إرادته، وضمني ضمة لن يفقدني العمر طعمها، أحبك يا عمي بحجم السماء.

الدروس المستفادة:
1. احترام العم.
2. العم في مقام الوالد.
3. العم أقرب الأقرباء.
4. لابد أن نعبر عن ما في قلوبنا من حب لأقربائنا.
اذا اعجبتكم هذه القصة
لاتنسونا من صالح الدعاء
والتشجيع والمشاركة والتعليق
ــــــــــ
وبنقرة واحدة
يمكنكم تحميل هذه القصة
عبر هذا الرابط