-->

قصص أطفال: ثيابي القديمة


في أسرة طيبة عاشت طفلة صغيرة اسمها وردة وهي لأبويها كالورد والياسمين، وجهها يشبه القمر رزقهما الله بها ورزقهما معها الكثير من الخير، فقد كانا يسكنان في بيت صغير، وبعد مولدها أصبح عندهم بيت جميل يطل على أشجار الليمون، وقد كانا لا يمتلكان سيارة فرزقهما الله بعد مولدها بسيارة متواضعة.

story of my old clothes

كبرت وردة  وكانت كلما كبرت يخنقها هذا المنزل، وتنفر من السيارة المتواضعة، تستمع إلى حكايات شقاء الوالد وتنظر يمينًا ويسارًا من التعجب، وتندهش أكنتم لا تركبون سيارة؟! أكنتما تسكنان في منزل أسوأ من هذا؟!
وكل يوم لا يخلو حديث من أحاديثها إلا بقول: ( صديقتي اشترت هاتفا ماركة كذا، لقد بدل والد صديقتي الأخرى سيارته بسيارة كذا؛ وكل كلمة من كلامها تجرح والدها الذي بذل قصارى جهده لكي تعيش هذه الحياة المستورة كما يقول الناس، وتحزن والدتها التي ترتب البيت المتواضع ليصير قصرًا، وتشتري كلما طالت يداها ملابسًا جميلة لابنتها، وتحاول جاهدة أن تسعدها.

My old clothes

صارت الفتاة تزيد في حدة كلامها يومًا بعد يوم، وتغير الحب الذي كان في قلب والدها لها إلى شفقة عليها، لو استمرت بهذا الأسلوب فلن ترضى ولو عاشت في أفضل قصر، واكتفى والدها بالدعاء لها بصلاح الحال، مع توضيح لها بملامح وجهه أن حديثها لا يعجبه.
والدتها حاولت من جانب آخر أن توفر لها ما تستطيع توفيره، فاشترت لها ملابسًا كانت أشارت بجمالها عندما مرت أمامهم في الشارع، ووضعتهم في لفافة فضية وكتبت إلى أجمل وردة، وتوقعت أن تفرح هذه الفتاة بالملابس، وبشرت والدها أنها فكرت أن تصلح من حال وردة بطريقة جديدة، وأنها بعدما تقدم لها هذه الملابس، وتوصل لها بطريقة غير مباشرة أن كلما رزقنا الله ووسع علينا سوف نقدم لها ما تحتاجه.
قدمت الأم هذه اللفافة بعطف، فنظرت لها وردة بوجوم: ما هذا؟!
قالت والدتها: افتحي وأنت تعرفين!
ففتحت اللفافة وإذا بها يتغير وجهها، من قال لك أنني أحب هذا اللون؟ وأنا لا أريد هذا، لقد كتب الله لي أن أعيش بثيابي القديمة، ثيابي القديمة كلها قديمة، وهذه قديمة.
فتقدم والدها ببطء وأخذ من يديها اللفافة وقال لأمها أرجعي إلى المحل الذي باع لك هذا واستردي أموالك، واشتري لك ملابسًا جديدة تسعدك وتفرح قلبك فأنت تبخلين على نفسك من أجل فتاة لن تشعر أبدا بالسعادة، وردة عزيزتي ستعيشين حياة لا سعادة فيها ولا فرح، لأنك ببساطة لا تنظرين  إلى لما يحزنك فأين ستجدين سعادتك؟!
الإنسان يا عزيزتي كلما رأى الجمال في الأشياء التي حوله انعكس ذلك على حياته وعلى طعمها وعلى حتى منظره يصير باسمًا مداعبًا متفائلًا، لكن لو  أراد أن يفكر في النواقص لن تنتهي تعاسته وسينعكس مر طعم حياته على وجهه فيصير كاشرًا عبوسًا ضائقًا صدره حتى لو أمامه البحر الواسع ويستنشق نسيمه، الرضا يا ابنتي مفتاح سعادة الإنسان.
اقتربت وردة من والدتها واعتذرت لها عن طريقتها، وقالت ملابسي القديمة شكلها جميل علي، وهذه الملابس ستكون أجمل وأجمل، سامحوني مازلت أتعلم، وحمدا لله أنكما في حياتي ترشداني للصواب.

الدروس المستفادة :

النظر إلى الجمال حولنا.
الرضا بما قسمه الله.
كلما مر العمر سنتعلم.
التعامل مع الآباء بأدب.
اذا اعجبتكم هذه القصة
لاتنسونا من صالح الدعاء
والتشجيع والمشاركة والتعليق


وبنقرة واحدة
يمكنكم تحميل هذه القصة
عبر هذا الرابط