-->

قصص الاطفال: لا أنقل الكلام

يقولون عني أني أنقل الكلام، فلماذا ينطقون بكلماتهم أمام الجميع وتصل إلى الأذان؟! ثم يعيبون علي أنني أنقلها! من يخف منكم فلا يذكر أمامي حديثا.

من قصص الاطفال

اتفق الجميع على عدم التحدث أمام سمر لأنها تنقل الكلام، ولا تستر عيبًا ولا تكتم سرًا، فإذا علمت بتقصير أي صديقة لها في واجبها تذهب إلى معلم المادة وتكشف له ما بصديقتها من تقصير.
المعلم اليوم هو أيضا تضايق من تصرفات سمر، فقال لها: وما شأنك أنت؟! كتبت الواجب في المدرسة أو كتبته  في بيتها، نقلته من صديقتها، أو كتبته بمجهودها هذا ليس شأنك، سأتواصل مع والديك في أقرب وقت، لأن مشكلتك حقًا كبيرة، ومن فضلك سلمي هذا الخطاب لوالدتك وأريد توقيعها عليه ثم كتب ثلاثة أسطر وأغلق الخطاب بإحكام.
لم تكن كلمات المعلم لها بصوت مرتفع، بل كان حريصا أن لا يسمع أحد ما يقوله، ولكن هذه الكلمات كانت ترج قلبها من الخوف والخجل، هي كانت تشعر أنها تتودد إلى المعلم بهذه المعلومات، هي كانت حريصة على أن يكتب كل طالب واجبه بمجهوده، هي لم تتوقع رد فعل المعلم!
وهذا الخطاب الذي لابد وأن توقع عليه والدتها يا ترى ماذا تفعل به؟ لابد من إخفائه حتى لا تحزن أمها منها، لكن... ماذا لو علم أخواتها بهذا الخطاب؟ فهي دائمة النقل لما يفعلونه من أخطاء إلى أبويها، لن يكتم أخواتها لها سرًا، فماذا ستفعل؟؟
كانت الطالبة التي تجلس بجوار سمر، رأت المعلم وهو غاضب من سمر، ويسلمها خطابًا، فأدركت أنه ليس بجواب شكر بل لابد وأنه يحمل لسمر الكثير من المتاعب، لأنه واضح جدًا آثار كلامه الخفيض على وجهها الأحمر، فسألتها: ما بهذا الخطاب؟ فلم ترد عليها، وهذا ما أكد لها ظنونها.
انتهى اليوم الدراسي فطارت الفتاة التي رأت الخطاب إلى أخوة سمر لتقول:  إن المعلم وبخ سمر اليوم وأرسل معها خطابا لوالديها وهي تحمله في حقيبتها، وقبلما يصلوا إلى المنزل كانت أختها الكبرى تتصل بوالدتها وتقول لها أن المعلمين أرسلوا مع سمر رسالة هامة لها.
فلم تجد سمر بدًا إلا وتظهر الخطاب للأم،. فقرأت الأم الرسالة بصوت مرتفع:
السيدة المحترمة والدة سمر، إن سمر صارت تنقل الأخبار ولا تستر عيبًا وتتبع أخطاء زملائها حتى نفر منها الجميع، وصارت وحيدة في فصل يضم الكثير من الأصدقاء، وإن استمرت في سلك هذا الطريق، فلسوف تعيش حياة صعبة، الكل فيها يتحين الفرصة للإيقاع بها، وما أكثر أخطاء البشر! فأريد أن تضعي يدك في يدي؛ بصد سمر عن كل حديث تنقله، وشرح لها عواقب ذلك ونراها بعد شهر كيف يتغير سلوكها، أشكرك جزيل الشكر وأريد منك التوقيع.
فوقعت الأم على الخطاب وهي تنظر لابنتها نظرة كلها شفقة على ما وصلت له الآن، واتفقت معها على عدم نقل الحديث أبدًا، وعلى ستر كل قبيح، وبعد شهر أو أقل صارت سمر فراشة الفصل الرقيقة، تتنقل في أي مقعد يرحب بها الجميع، يتكلم الناس بأريحية أمامها فهي لا تنقل أبدًا حديثا، وتأنس بقربها عائلتها وتقول سمر في النهاية ما عدت أنقل الكلام والكل يعيش معي في سلام!

الدروس المستفادة:

عدم نقل الكلام.
عدم تتبع أخطاء الغير.
ناقل الحديث ليس له صديق.
لابد وأن يامن الناس مجلسك.
اذا اعجبتكم هذه القصة
لاتنسونا من صالح الدعاء
والتشجيع والمشاركة والتعليق
ــــــــــ
وبنقرة واحدة
يمكنكم تحميل هذه القصة
عبر هذا الرابط