-->

قصة بعنوان: أمي افتحي الباب

كل يوم أدق الباب على والدتي النائمة، وأوقظها من نومها وبسبب أو من غير أسباب، هي تهرول وتفتح الباب؛ لتجدني أريد النوم بجانبها فقط!

قصص الصغار

لا أستطيع النوم وحدي في غرفتي منفردا، أريد أمي تحضنني وأذهب في ضمتها إلى عالم الأحلام، أريد أن أطمئن وأشعر بالأمان.
لكن أمي تنام في مكان ضيق جدا، ولا تستطيع الحراك طوال الليل، أعرف أنني أقلق نومها، ولكنها تحبني وأنا أحبها، فلن تتضايق مني أبدا.
في الصباح أمي استقبلت خالتي في البيت وأولاد خالتي، ودخلت غرفتي نلعب سويا بالسيارة والكرة السحرية، وبسطت أمي لنا الغداء فأكلنا، وتحدثنا أحاديث جميلة عن رحلاتهم وعن أيام دراستهم، وعندما جن الليل أصر أبي أن يبيتوا عندنا في البيت، ففرحت أنني سألعب أكثر مع أولاد خالتي.
وقت النوم الكل استقل سريره وأنا وقفت في وسط الغرفة، كل أولاد خالتي يتعجبون! لماذا لا أنام؟ لماذا أقف وأنظر إلى الباب؟ فأحرجت بشدة أن أقول لهم؛ أنني كل يوم أنام في سرير والدتي ولا أنام بمفردي!
وحاولت أن أجلس في السرير ولكن دون فائدة، وبعدما غرقوا في نومهم أسرعت إلى حجرة أمي وأقول: أمي افتحي الباب، فسمعني أحدهم وظل يضحك علي، هذا اليوم لم أكن مرتاحًا وفكرت لماذا لا أريدهم أن يعرفوا أنني أنام حتى الآن مع والدتي في السرير؟
هل جعل أمي تنام في هذا المكان الضيق ومشاركتي سريرها حبا لها؟
هل أستطيع أن أقول لجميع أقاربي أنني مازلت أنام بجوار أمي؟
إن كانت كل إجاباتي لا فأنا  الآن  في مأزق ويجب الخروج منه، فوقفت في وسط الحجرة أقول: سأرجع إلى سريري، ورجعت وقلت أذكار النوم ونمت على السرير كله أضع رأسي يمينا أضع ساقي آخر السرير، لا أتقيد بمساحة معينة فقط، وغلب علي النعاس ونمت نوما عميقا واستيقظت مستريحا.
وفي الصباح قالت خالتي: علمت أنك كنت تنام بجوار أبويك، لا تفعل ذلك يا ولدي، فانتشار الأمراض أسرع لو كنت في سرير الكبار تتنفس نفس الهواء الذي بالغرفة، كما أنك لن تكتسب عادات سلوكية سليمة، ولن تعتمد على نفسك، فاهزم خوفك من الأوهام، واطلب من الذي خلقك الأمان واستقل بسريرك، فأولادي ينامون وحدهم منذ سنواتهم الأولى ولا يخافون، بل بالعكس لا يستطيعون النوم معنا على السرير مهما كانت الأسباب.

افتحي الباب يا امي

فرددت: عندك حق يا خالتي فلقد نمت أمس نوما عميقا، واستيقظت وأنا أكثر نشاطا من كل يوم، كما أنني حزنت على أمي التي لا تنام إلا على جزء صغير من السرير، وقد صرت كبيرا فلن أقول لأمي في غسق الليل ثانية أمي افتحي الباب.
ومنذ ذلك اليوم وأنا أتشارك مع والدي الحديث طوال النهار، ألعب، أرسم، أشاهد البرامج التليفزيونية، لكن عند نومي أذهب إلى غرفتي اقرأ الأدعية التي تجعلني أطمئن وأنفض فراشي ثم أنام نومًا هادئا أحلم فيه أحلاما جميلة بسماء صافية وورود ملونة وعصافير نادرة، وأستيقظ وأنا في قمة النشاط، ولا أقول لأمي أبدا ... أمي افتحي الباب.

الدروس المستفادة:

- عدم مشاركة غرفة الوالدين.
- لا تقلق الوالدين أثناء نومهم.
- النوم بجوار الوالدين يكسبني سلوكيات سيئة.
- النوم المريح يجعلني نشيطا.
- ذكر الله قبل النوم يشعرني بالأمان.
-------
اذا اعجبتكم هذه القصة
لاتنسونا من صالح الدعاء
والتشجيع والمشاركة والتعليق
ــــــــــ
وبنقرة واحدة
يمكنكم تحميل هذه القصة
عبر هذا الرابط