-->

قصة اطفال: أقفز ثم أقفز ثم أقفز

يقولون عني أنني عندي فرط في الحركة، بمعنى أنني لا أحب الجلوس على مقعدي، أجد مشقة في الجلوس أمام معلمي في الفصل لأستمع منه الدرس، وعندما يضغط المعلم بأوامره لي بعدم الحراك، وقتها أحاول التشويش عليهم؛ حتى لا يفهمون مثلي الدرس، فأنا لا أفهم أي كلمة عند الجلوس مدة طويلة! هذا حقيقي ولا أكذب عليكم😔

قصص اطفال تربوية

المهم لأن المعلمين لا ينفكون أبدا عن عقابهم لي عندما أقف دون إذن، أو أقوم من مكاني وأتحرك؛ فقد خسرت أوقات الفسحة من بعض أيام الأسبوع، وشعرت أني لا أريد الذهاب إلى المدرسة أبدا، وبدت الدروس التي يلقيها علي المعلمون كأنها تمتمة ساحر لا أفهم منها شيئا.

من روائع قصص الاطفال

صرت أول ما أدخل من باب البيت أقفز ثم أقفز ثم أقفز على الكراسي وعلى الأرائك وعلى السرير، وأمي تجري ورائي وتصرخ: يا ولد انزل يا ولد ستعرف ماذا أفعل فيك جيدا، وتجري ورائي من غرفة لغرفة، وأنا كأنني أسمع أغنية لا يوجد بها كلمات على ألحان موحدة عالية الحماس تقول اقفز يا وليد اقفز يا وليد اقفز يا وليد، قفزت عاليا حتى كدت أقترب من السقف، وأمي تصرخ: يا ولد انزل يا ولد ألا تسمع؟! أقول انزل حالا.
نزلت من على سرير من أسرة أخوتي البنات وجدت نفسي في حجرتهم دون أن أشعر، كنت أقفز فقط وتلاحقني أمي، نظرت في الأرض وقلت لأمي: معذرة يا أمي أعرف أنني تصرفت تصرفات خاطئة، وأنني لم أصغ إليك وقتما كنت تنادينني، لكنني متعب للغاية، التعب الذي أشعر به داخلي يرفض السكون يرفض الجلوس يرفض الأوامر فماذا أفعل؟!
أأظل مستسلما لأوجاعي تلك؟ أم أحاول أن أخفف منهم؟ أنا لن يشعر بي إلا الذي عنده فرط حركة مثلي، فأخي لن يفهمني، ولا معلمي في الفصل، ولا حتى حضرتك وفي هذه الأثناء كان الأب العطوف يسمع ما يقوله وليد، لأنه كان يذاكر لابنته في حجرة السفرة مادة الرياضيات، فقام من مجلسه عندما سمع صراخ الأم وتقدم نحو الباب لكنه أراد أن يسمع وليد ولا يستوقفه بدخوله، فآثر الوقوف على الباب.

دروس في قصص الاطفال

وعندما انتهى وليد من كلامه دخل الأب وقال له: أنا أشعر بك ، ووالدتك أيضا تشعر بك لأنك جزء منا، نتوجع أكثر منك لأوجاعك، أنت الذي لا تفهم، أننا أقرب مخلوق لك وإذا واجهتك مشكلة عليك السرعة في عرضها علينا، لا تترك نفسك تتألم، بالتأكيد الله تعالى سخرنا لكي نرعاك ونحسن إليك، أما عن مشكلتك فأنت حاولت محاولة جيدة، خرجت منك تلقائية وهي أن تقفز، لكن لم توظفها توظيفا صحيحا فالقفز على السرير لن يقوي عضلاتك، ويزيد المرونة والرشاقة في جسدك، لكن لو اشتركت لك في النادي المجاور في لعبة الوثب مثلا أظنها ستجدي النفع، أليس كذلك؟!
صاح وليد: أحقا يا أبي؟ كم كنت أتمنى أن أشترك في تلك اللعبة، فلاحقه الأب: ولن تكون اللعبة الأولى فلابد أن أفيد جسمك بالكثير من المهارات حتى يصفو ذهنك للمذاكرة، وبعدها كتب والد وليد للمعلمين خطابا بالسماح لوليد الوقوف والمشي، حتى لو أعطوا له بعض المهام جمع الأدوات تغيير خلفية السبورة، أي عمل كي يصبح أكثر استجابة لهم؛ والشيء العجيب أن المعلمين لاحظوا بعد تطبيق هذه الأفكار، أن وليد صار طفلا ساكنا يسمع الدرس، لا يشوش على زملائه، يسأل عن ما صعب أثناء الشرح، لقد تغير وليد لكنه لايزال يقفز ثم يقفز ثم يقفز وقت الفسحة في الفناء المدرسي.
الدروس المستفادة:

1. التسليم بوجود فروقات فردية بين الأطفال.
2. توظيف فرط الحركة توظيفا سليما.
3. الاستعانة بالأبوين عند وجود مشكلة.
4. اتحاد ولي الأمر والمعلم في حل المشكلات يجدي النفع.

انتهت القصة...

ولمتابعة قصة كل يوم  وآخر أخبار ورش حكي الأطفال

 انضم مع عائلتنا في جروب: الواتس من هنا

-------------------

اذا اعجبتكم هذه القصة
لاتنسونا من صالح الدعاء
والتشجيع والمشاركة والتعليق
وبنقرة واحدة
يمكنكم تحميل هذه القصة
عبر هذا الرابط