-->

قصص أطفال: خالي الحنون

السلام على كل فرد ملأ المكان الذي وُضِع فيه، أتكلم اليوم عن خالي الحنون هذا الرجل الذي فيه رائحة أمي، لن أستطيع وصف ما بداخلي من عواطف تجاه خالي، ولا أدري أالله وضعها في قلبي منذ خلقت؟ أم أن تصرفات خالي جعلتني كذلك، سأحكي لكم عن تصرفات هذا الخال لتعرفوا جميعا السبب.
My uncle kind story

لا أنسى عندما كنت في صفي التعليمي الأول، وكان لخالي سيارة متواضعة لكنني كنت أراها كبيرة جدًا وفارهة جدا جدا جدا، وعند خروج أمي من بيت جدتي يرفض أن تستقل سيارة أجرة، ويذهب بنفسه إلى بيت والدتي البعيد جدا عن بيت جدتي بسيارته، وقتها كنت أجلس في المقعد الخلفي، وأتمنى أن يطول هذا الطريق، وأمي تعتذر له طوال الطريق، وهو يهون عليها ويقول أنا لو عندي جناحان لفرشتهما لك أنت وأولادك وذهبت في دقائق قليلة؛ لكن ما عندي غير سيارتي الطيبة هذه، فتضحك أمي وأرجع أنا رأسي للوراء أكثر فأكثر فصاحب هذه السيارة يتمنى أن يكون له جناحان!
عند اقتراب الطريق من الانتهاء أتصنع النوم ولا أستطيع أن أفيق، نعم فكنت حينذاك طفلا يجيد التمثيل، فيرق قلب خالي إلى حالي حيث يراني طفلا نائمًا نحيفًا، فيحملني أنا وأختي التي كانت تدعي النوم مثلي بالضبط ويصعد شقتنا،  ياالله كم كان إحساسًا رائعًا ونحن نرى السلالم من فوق رأسه، وكل شيء صغير نغمض عينينا بسرعة، كي لا تكتشف والدتي تلك الخديعة وهذا المكر، وأتمنى أن نكون في الدور العاشر كي يحملني خالي العزيز أكثر وأكثر.
أنا لم أكن أتدعي النوم لأنني أكره الصعود على السلم، بل كنت أريد أن أشعر بهذا الإحساس، قد كان سلوكه البسيط يشعرني بالحب والحنان، خالي الحنون يسأل عني ويفرح لتقدمي وكلما تحقق لي أي أمل كنت أسعى له يشجعني بطريقته، ففرح كثيرًا عندما حفظت جزءًا من أجزاء القرآن، وأعطاني مبلغًا كبيرًا جدًا بالنسبة لي، فظللت أشتري به الحلوى التي أحبها مدة أسبوع من البقال الذي في شارعي.

My kind uncle

ليس هذا فحسب بل خالي ظل أمامي مثلًا أعلى أتمنى أن أصل له يومًا من الأيام؛ حيث كان رجلًا ملتزمًا بتعاليم دينه، يصلي الصلاة في وقتها، يملأ بيت جدتي بالأحاديث وقصص الصحابة والتابعين، يجمعنا في حديث اسمه حديث يوم الجمعة يجلس حوله أولاده وأولاد خالاتي ونحن، وتنضم إلينا جدتنا وأمنا وخالاتنا كان الحديث وقت العصر، أذكر أن الكراسي كانت لا تكفينا فكنا نجلس على الأرض، الشمس وهي تودع السماء وتلقي أشعة خفيفة على وجوهنا ونحن جالسين، كانت تشعرني الشمس أنها تريد أن تحضر معنا الحديث، السكون الهدوء صوته الخافت عاش معي أيامًا كثيرة.
أنا أريد أن يعرف العالم معنى الخال الحنون، معنى القدوة معنى الصلة التي اختارها الله لي، والتي هداني الله إياها، أن يكون لك عائلة طيبة فيها أم عطوفة وخال حنون وجدة رحيمة وخالة تحبك كولدها أظنها أحد أكبر النعم، ودفء هذا المنزل الذي يضمهم لن تبرده أيام الشتاء مهما كانت قاسية، ستظل الضحكة تبعث في النفس الدفء، وتظل القلوب الطيبة تصنع حائلا يحمينا من أي ريح مهما كانت عاتية.


الدروس المستفادة:

1. العائلة هي هدية الله لنا.

2. الخال يحبك كولده وفيه حنان والدتك.

3. الدفء ينبعث من الاجتماعات العائلية.

4. القدوة الصالحة تصنع أمة قوية.
اذا اعجبتكم هذه القصة
لاتنسونا من صالح الدعاء
والتشجيع والمشاركة والتعليق
ــــــــــ
وبنقرة واحدة
يمكنكم تحميل هذه القصة
عبر هذا الرابط