-->

قصة للأطفال بعنوان: الركن الثقافي في الفصل

منى ورحاب صديقتان تتمتع كل واحدة منهما بقدر لا بأس به من الجمال، وقد كانت  صداقتهما سببا في أن تتزود كل واحدة من الأدب أحسنه، ومن العلم أفيده، ومن الأخلاق مكارمها، حتى حرص أبوان كل فتاة منهما على استمرار هذه الصداقة، والتدخل لو عكرها أي شيء بسبب قلة خبرتهما.

روائع القصص

ففي يوم من الأيام كانت رحاب تتولى الركن الثقافي في الفصل فهي المسؤولة عن وضع القصص في مكتبة الفصل، ومتابعة القصص المستعارة، ومكافأة الطالب الملتزم بالقراءة طوال الشهر في طابور الصباح كنشاط من الأنشطة الثقافية.

مسابقة القراءة

 ولكي يقبل الطلاب على القراءة، وكانت المدرسة هي من تتولى أمر الهدايا، فجاءت منى في حماسة تقول لرحاب ما رأيك لو جعلت هذا الشهر أن يقدم كل طالب مراجعة عن الكتاب الذي قرأه في طابور الصباح، ونطلب من إدارة المدرسة أن تجعل الجائزة أكبر قليلا؟ قالت منى هذا الكلام بكل عفوية وصدق؛ لكن رحاب اعتبرته تدخل في صلب أعمالها فردت بكل حدة على طيب كلامها بقول: هذا ليس من شأنك ولا يعنيك أبدًا.
رجعت منى وهي تحملق في وجوه الطلاب والطالبات خوفا من أن يكون قد استرق السمع أحدهم، وفي شدة الإحراج؛ وعلى النقيض تمامًا لم تشعر رحاب بأي حزن لما سببته لصديقتها العزيزة، وأكملتا اليوم الدراسي ولم تقل واحدة إلى الثانية ولا كلمة واحدة، وبعدما عادتا إلى بيوتهما انفجرت منى من البكاء؛ ولم تستطع أن تخبئ ما بها من ألم أكثر من  هذا؛ فدنت منها والدتها لتخفف عنها ما تشعر به وانتظرت حتى هدأت، وسمعت منها ما حدث في حنوٍ وعطفٍ، بعدما انتهت منى تمامًا من حديثها قالت: لا ينبغي لها أن تحدثك بهذه الطريقة أبدًا؛ لكن من الممكن أن تكوني عرضت الأمر بطريقة لم تفهمها، إن أردت أن أتدخل فسوف أفعل؛ لكنني أريدك تواجهي مشاكلك بنفسك، وتستمعي لها عندما تتحدث معك وتعاتبينها في لينٍ ورأفة، ولعله خيرٌ.
وفي تلك الأثناء كانت رحاب تحكي لوالدتها وهي مقتنعة تمام الإقتناع أن ما فعلته كان صحيحًا، ولكن والدتها وبخت ما فعلت وجعلت تستنكر عليها تصرفها هذا؛ كان من الممكن أن تنفذي ما اقترحته بكل ود وحب لصديقتك بعد اقتناعك به، أو تقولين لها سوف أستشير معلمة القراءة وأرى ما قولها، أو تقولين ارجئي الفكرة للشهور القادمة إذا لم تكن تناسب برنامجك الثقافي؛ لكن تحرجيها هذا الحرج؟ تفضلي جدي طريقة لائقة تعتذرين بها لصديقتك العزيزة؛ وحاولي أن تتحملي ما تفعله بك ثم انصرفت.
لم تعتذر رحاب عن ما فعلته في هذا اليوم، وفي صباح اليوم التالي وقفت  رحاب في طابور الصباح تعلن عن مسابقة جديدة وتفاجأت منى أن رحاب تعرض فكرتها بالتفصيل وفي نهاية الإعلان قالت كانت فكرة المسابقة ترجع إلى صديقتكم منى الغامدي الحريصة على القراءة وعموم الخير على مدرستنا الغالية، فصفق الجميع لهذه الفكرة الرائعة وأخذت مديرة المدرسة المذياع، وشكرت منى وشجعت الفتاتين أكثر بأنها ستخصص لهذا النشاط جوائزًا قيمة.
وكاد قلب منى أن يقفز بين أضلعها  من شدة الفرح؛ وغلب على وجهها اللون الأحمر، وعندما رجعنا الصديقتان الفصل اعتذرت رحاب إلى منى بكلمة آسفة على ما بدر مني؛ فابتسمت منى وقالت لولا أخطاءنا ما تعلمنا أشكرك على ما فعلته في الطابور ولعل الله يطلع على قلوبنا ويوفقنا في هذا الأمر.

مكتبة منى ورحاب

استمرت صداقة منى ورحاب حتى كبرنا والمفاجأة أنهما اشتركنا في استئجار مكتبة تبيع الكتب والقصص المصورة، وأسمتاها مكتبة منى ورحاب ولها فضل كبير على تأديب هذا الجيل، وفي ندوة ثقافية عامة شكرت رحاب العجوز صديقتها وقالت: لولا نيتك الطيبة ما وفقنا الله لمثل هذه الأعمال، فشكرا لك صديقتي العزيزة.


الدروس المستفادة:

ـ مواجهة مشكلاتنا.

ـ الاعتذار يكون بحجم الخطأ.

ـ الأم خير مرشد.

ـ العفو من شيم الكرام.

ـ الله مطلع على القلوب ويوفقنا لما فيه الخير.
اذا اعجبتكم هذه القصة
لاتنسونا من صالح الدعاء
والتشجيع والمشاركة والتعليق
ــــــــــ
وبنقرة واحدة
يمكنكم تحميل هذه القصة
عبر هذا الرابط
Telechargement files