-->

قصص أطفال: تخيل أنك حبة رمل

دخل معلم مادة التعبير الفصل فابتسم الأولاد لدخوله، وذلك لأن هذا المعلم بالتحديد طريقته مختلفة قليلا عن كل المعلمين ، فهو يترك الطالب يتكلم بحرية، ويقول هذا جزء من حصة التعبير، فكيف ستكتب ما لم تقدر على قوله بشفتيك؟ فيترك لهم عنان التفكير، ويسمع منهم الكثير والكثير.
Imagine you are a grain of sand

لكن هذه الحصة كانت حقا مختلفة، بدأها المعلم بقول الله تعالى أفلا ينظرون؟ أفلا تتدبرون؟ أفلام تعقلون؟  أفلا تتفكرون، وهنا استفتح المعلم حصته بحث الله سبحانه وتعالى الناس على التدبر والتفكر والتعقل والنظر ، أي إعمال العقل وتطويعه لفهم الأشياء وحقيقتها، فوجد الطلاب ينظرون له نظرة الذي لا يفهم أي شيء، فابتسم المعلم وقال أعرف أن ما أقوله صعبٌ قليلا على أعماركم الصغيرة لذا ستتخيل اليوم أنك حبة رمل؟ هيا أريد أن تفكروا بعقولكم، إذا كنت حبة رمل فكيف سيكون يومك؟
فقال الطالب الأول: لو كنت حبة رمل لذهبت إلى شاطئ المدينة التي أهواها وجلست تحت ظل السماء، ونظرت للبحر، وكنت ترقبت الموج المتسابق على شاطئه ويقترب مني تارة ثم يبتعد، وكنت ساعدت الولد الذي يبني بيتا من الرمال ووقفت أتماسك أنا وأصحابي كي لا يهدمنا الموج ويفرح، وكنت بالليل تمتعت بضوء القمر والنجوم الساحر، وسمعت صوت الأطفال وهم يتسابقون بالكرة حولي، آه لو كنت حبة رمل ولو ليومٍ واحدٍ!!

Sand beads

فرح المعلم بهذا الطالب ، وصفق له الطلاب فكم نقلهم كلامه الجميل إلى هذا المكان، وسأل المعلم باقي الطلاب عن رأيهم لو كان في الإمكان؟
فقال الطالب الثاني: أما أنا لو كنت حبة رمل لكنت وقفت في جدار المطبخ عندنا في شقتنا وانتظرت حتى يأتي الليل، ونظرت للثلاجة جيدًا ، وترقبت من سيفتحها ويشرب زجاجة العصير، فكل يوم يا معلمي تنقص زجاجة العصير ولا أعرف من الذي يشرب منها!
فضحك الطلاب والمعلم معا، وسأل المعلم الطلاب عن رأي آخرٍ
فقال الطالب الثالث: أما أنا كنت طرت في الهواء وذهبت لمناطق الحروب وحاولت أن أطير وأصل لعيون كل الأعداء أمنعهم من محاربة الآمنين.
فابتسم المعلم من نبل هذا الطالب وصفق له الجميع، فطلب المعلم من الطلاب أن يفكروا جيدا ويتخيلوا لو كانوا حبة رمل ماذا كانوا سيفعلون؟
فقال الطالب الرابع: كنت سأقف على رصيف الشارع يطيرني الهواء كما يشاء، ويكرهني الناس في بيوتهم، ويتخلص مني عمال النظافة في الشارع، كان سيمر على جسدي الضعيف أحذيتهم، كنت سأبكي كثيرا وأتمنى أن أعود إنسانا مرة أخرى أنام على سرير، أمي تقدم لي الطعام، أضحك وأمرح وألعب بالكثير من حبات الرمل مع الأصدقاء.
فتوقف الجميع عن الابتسام، وكأن الكل تفكر أن حياته كإنسان أفضل من حياته كحبة رمل، وأنه لا يستطيع أن يعيش ولا يوم حتى بخياله حياة حبة رمل.

وهنا قال المعلم إذن وصلنا لنهاية حصتنا وأتمنى أن تكون وصلت فكرتنا، الفكرة هي كيف تشكر الله على كونك إنسان عندك عقل به تفكر وتتخيل وتتدبر وتتكلم وتكتب، أريد أن تكتب لي في ما لا يقل عن ستة أسطر تخيل لو أنك حبة رمل!

الدروس المستفادة:
1. إعمال العقل في التخيل والتدبر.
2. كل إنسان مختلف في تفكيره من شخص لآخر.
3. نعمة أنك إنسان نعمة كبيرة. 
اذا اعجبتكم هذه القصة
لاتنسونا من صالح الدعاء
والتشجيع والمشاركة والتعليق
ــــــــــ
وبنقرة واحدة
يمكنكم تحميل هذه القصة
عبر هذا الرابط