-->

الجزء الثاني من قصة: الطفل النملة

جدتنا الطيبة أرادت أن تسكت عن الكلام لكننا مسكنا عباءتها لتجلس معنا مدة أطول ، وجلسنا نحلفها بالذي خلق السماء بلا عمدان وخلق النملة أن تكمل لنا قصة الطفل النملة فصلت على الرسول العدنان وواصلت الكلام:

الطفل والنملة 2

وقفنا يا أحفادي عندما أصرت النملة أن تأخذ الطفل النملة من يديه ليعيش مع معشر النمل في وادي النمل يومًا، وبالفعل أخذت الطفل من يديه وقالت: هيا احمل على ظهرك هذا الفتات، وتشير بإصبعها على قطعة صغيرة من الجبن الرومي، فرأى الطفل النملة أن الأفضل أن ينفذ ما تقوله. النملة حتى ينقضي اليوم ويرجع الطفل النملة مرة أخرى إلى جسده البشري، فأخذ قطعة الجبن الرومي ووضعها فوق ظهره، فإذا هي ثقيلة جدا فقال: آه لا أقدر على حمل هذا الحمل.
فردت النملة: ما معنى هذا أنت تستطيع حمل أكثر من وزنك وهذه القطعة في حجمك تقريبا هيا انزع عنك ثياب الكسل هيا، ثم رفعت النملة فوق ظهرها قطعة خبز صغيرة، وانطلقت وانطلق وراءها الطفل النملة يتنفس بصعوبة الحمل ثقيل عليه يسأل كل نصف متر أأقتربنا؟ فتجيبه النملة: لا لازال الطريق طويلا.
فيرجع الطفل للبكاء ولطلبه الذهاب إلى والدته والنملة لا تنظر إليه وتمضي في طريقها حتى دخلت وادي النمل، فهلل معشر النمل لدخول صديقتهم، وأخذوا يسألون عن أحوالها، وعن سبب تغيبها.

دروس تربوية

فقالت: علقت في جورب أحدهم ثم ركب سيارته وسافر بي إلى شوارع بعيدة.
والكل ينظر بانبهار للنملة: وكيف رجعت إلى هنا؟
النملة: سألت الله أن يرشدني الطريق ومضيت حتى وجدت طابورًا فتتبعته حتى أتيت الوادي.
ملكة النمل: حمدًا  لله على رجوعك لنا سالمة؛ ولكن ما النملة الغريبة التي معك؟
النملة: إنها من بني البشر جاءت تقضي معنا يوما وترجع لسيرتها الأولى فقط ستحمل رسائل منا لبني البشر.
ملكة النمل: إذن سوف تنضم إلى الطابور وتستمتع بالعمل الجماعي.
والطفل النملة ينظر عليهما وهما تتكلمان ولا يفتح فمه مازال اليوم طويل وعليه أن يتحمل نتائج ما فعله حتى يرجعه الله لصورته بعد انتهاء اليوم.
فوقف الطفل النملة في الطابور وصار ينقل أسرابًا من الطعام فوق رأسه وظهره بلا توقف ساعات من المشي والنقل وضائق نفسه وظل يفكر كم كان طفلا مميزا، ينام على سرير ناعم له ملاءة، ولا يشقى ولا يتعب لجمع غذائه، بل تعد له أمه كل يوم أطيب الطعام، تفكر كيف يلبس على جسده ثيابا ملونة مبهجة، ووجهه ذو الملامح البريئة التي يعرفه به الناس، فهو ينظر لجماعة النمل لا يفرق بين النملة الأولى ولا الثانية، تفكر كيف كان يلعب بألعابه في هذا الوقت، تفكر في حضن أمه وأغمض عينيه ثانية، فوجده نائمًا في سريره وكل ما مضى كان حلمًــــــــا! 
فاستيقظ وحمد الله كثيرا على أنعمه عليه.
وذهب لوالدته يقول: يا أمي مخلوقات الله تسبح بحمد ربها، تشقى لجمع غذائها وفضلنا الله عليها بالتفكير وبحسن التقويم، فلن أعصي الله ما استطعت، وسوف أشكره كثيرا أنني إنسان ولي أم وأب يهتمان بي. 
وبهذا انتهت قصتي... حلوة يا أحفادي.
الأحفاد: حلوة يا جدتنا .

الدروس المستفادة:

  • التفكر في نعم الله علينا.
  • شكر الله أنه فضلنا على كثير من من خلق.
  • عدم معصية الله وحسن العبادة.

اذا اعجبتكم هذه القصة
لاتنسونا من صالح الدعاء
والتشجيع والمشاركة والتعليق
وبنقرة واحدة
يمكنكم تحميل هذه القصة
عبر هذا الرابط