-->

قصص أطفال: تائه في حديقة الحيوان

كم كنت أطلب من والدي كثيرا، أن يأخذني إلى حديقة الحيوان، فأنا أريد أن أرى الحيوانات حقيقة ، أشاهدهم من قريب فقد مللت من رؤيتهم في البرامج والصور، أريد أن أشاهد أسدًا يزأر، أريد أن أشاهد ثعبانا يرقص، أريد أن أشاهد قردًا يقفز، وجملًا يتحمل صعوبة الحرارة، أريد أن أرى ما قرأت عنه حقيقة.
A lost story in the zoo

أخيرًا ذهبت أنا وعائلتي إلى حديقة الحيوان، بعدما أحضرت لنا أمنا بعض الطعام الخفيف لأننا سوف نسير على أقدامنا مسافات طويلة، وسنشعر بالجوع وبالعطش، خرجنا من السيارة واقتربنا من بوابة الحديقة قابلنا الحارس وحجز أبي لنا التذاكر، فسألت أبي لماذا يأخذون منا أموالا؟ قال لي بعطف حتى ينفقون على طعام الحيوانات، ونظافة المكان، حتى لا تتضرر صحتهم، وكذلك نحن.
فدخلنا وإذا بي أشم رائحة أشجار غريبة تكاد الأشجار تحجب ضوء السماء من كبرها، أجواء حقيقية كأنني في غابة وليس في حديقة صغيرة، أصوات العصافير تعلو كلما اقتربت من أول بيت في الحديقة، فأدركت أن هذا المكان يخص الطيور النادرة والعصافير، ثم مشيت وحدي دون قصد لأجد بيت الدب ففرحت كثيرا، نعم يشبه الذي في التلفاز بالضبط والتفتت فلم أجد عائلتي!
صرت أصرخ يا أمي يا أبي يااااا أمي يااااا أبي ورجعت مرة أخرى إلى بيت العصافير فلم أجدهم، تجمع الناس حولي وأمي قد حذرتني من التكلم مع الغرباء فصرت أصرخ وأجري، والناس تشاهدني وتقول تعال يا حبيبي، وأنا أفر منهم مثلما يفر الإنسان من الوحش.

قصص الاطفال

وأنا أجري مر أمامي جميع الحيوانات تقريبا لكنني لم ألتفت لهم، وكانت عيوني تريد أن ترصد شالا أزرق كالذي فوق رأس أمي، أو حذاء أصفر كان يلبسه أخي، كنت أصرخ وأنظر للوجوه وأقول أيكم أمي؟ أيكم أبي؟ أنا تائه؛ حتى وجدني حارس بيت الجمل، فقال لا تقلق كانت هناك سيدة تصرخ وتقول ابني، لابد أنها والدتك، أنا قلت لها تذهب وتبلغ الأمن وأنت لا تتحرك من هنا سأتصل بهم عند البوابة الرئيسية وأقول أن الطفل التائه عند بيت الجمل.
هدأت قليلا وصرت أنظر للجمل بتعجب، كيف كان القرد يقفز في القفص، وهذا المكان الواسع الكبير يتحرك فيه الجمل حركة بسيطة، وله رموش طويلة ومعه زوجته وطفل صغير، فتعجبت من هذا الطفل الذي لم يفارق والديه ويقف بجوارهم، وأنا  أول ما  سرحت بنظري بعيدًا تركت والدي؛ مرت دقائق قصيرة وكأنها ساعات طويلة، وفجأة ظهر وجه أبي.
كان أبي كاشر الوجه وأمي غارقة في بحر دموعها، كم  ألحيت عليهم كثيرا أن أذهب هذه الرحلة، وها أنا أفسدتها، فارتمت أمي في أحضاني كأنني أنا الكبير وهي عادت طفلة صغيرة تبكي وتقول أنا المخطئة كيف غبت عن عيني لحظة؟ وأريد أن أقول لها أنا المخطئ فلقد تتبعت بيت الدب؛ ولكننى آثرت السكوت؛ وبعدها  رجع وجه أبي الباسم، ونصحني برفق وقال: مهما شدك جمال المنظر لا تمشي خطوة وحدك، هيا نرى باقي الحيوانات .

الدروس المستفادة:
1. لا أترك والدي وأسير بمفردي دون علمه.
2. إذا ضللت الطريق أذهب إلى الأمن.
3. لا أتحدث مع الغرباء.
4. الأم حبها لنا كبير.
اذا اعجبتكم هذه القصة
لاتنسونا من صالح الدعاء
والتشجيع والمشاركة والتعليق
ــــــــــ
وبنقرة واحدة
يمكنكم تحميل هذه القصة
عبر هذا الرابط