-->

قصة اطفال بعنوان: أتلعثم في الكلام

اسمي شريف شعري بني وعيوني لونها أسود وبشرتي بلون القمح، والدتي تشبهني كثيرًا أو بالمعنى الأدق أنا من يشبهها، وأخذت طريقة والدي في الكلام، أبي كان عنده صعوبات تخاطب وهو صغير وعندما كبر مازال يتلعثم في الكلام.

Story stutter to speak

أنا أكتب الحروف بسهولة وأجد في الكتابة متنفسًا لما أريد البوح به، وأجلس في الفصل صامتًا مع أن الطبيب المعالج لي نصحني بالتحدث مع أي إنسان حتى تتحسن حالتي، ولكن أتحدث مع من؟
في كل مكان أجد من ينتقد طريقتي في التعبير، ففي البقالة والسوق والفصل والملعب وحتى البيت، على الرغم  من أن أمي حذرتهم قبل ذلك من التعرض لي بالإساءة أو التهكم على ما أقوله، ولكنهم مثل أي إنسان ينسى يغضب يخطأ، ولكن أخطاءهم هذه توجعني كثيرا، أخطاء كل الناس في حقي تجعلني أبكي، ويا ليته البكاء فقط؛ بل لن أستطيع التحدث في يوم مثل والدي الآن لأنهم سلبوني ثقتي في نفسي التي كانت من الأصل ضعيفة جدا!

Children's story: I stutter

ذهبت مثل كل يوم إلى المدرسة ولكن كان شعوري بها مختلفًا، لم أشعر بخوف من الذي سيحدث، ولا أشعر بأمان أتعرفون معنى بين بين؟ هذا التعبير معناه كذلك، قلت في نفسي ماذا سيحدث أكثر ما حدث؟ لن يضرك تنمر أحد؟ ولن ينفعك صمتك؟ غريب ما شعرت به حقًا! أن العالم لا يفرق معي، وأنني أقدر على ما أنا فيه بقوة من الله، وأن الذي وضعني فيما أنا فيه لقادر على أن يعينني عليه.
وفي حصة الرياضيات أخذ المعلم يوزع درجات الطلاب حتى نطق اسمي وذكر درجتي وقال: أنا فخور بك يا شريف وفخور أنني درست لك، على الرغم من أنك صامت دائما ولا تشترك في المناقشات إلى أنك تخزن كل المعلومات في عقلك الذي يشبه الحاسوب المعقد، ما أشد ذكاءك يا بني! فقد وضعت هذا الامتحان وأعلم أن الفصل كله لن يأخذوا درجات النجاح، وها هو يخلف الله ظني فيك يا أستاذ شريف!
كلمات المعلم جعلت كل الطلاب ينظرون إلى الخلف حيث أجلس، وبعد انتهاء الحصة اقترب ثلاثة طلاب من مقعد شريف، ومعهم أوراق الامتحانات، وطلاب زملاؤه منه أن يشرح لهم كيف أجاب عن الأسئلة؛ ولم يستطع الهروب فحاول قدر المستطاع أن يكتب ويشير ويقول القليل من العبارات؛ لكن الزملاء أشادوا بشركه وأنهم قد فهموا من طريقته الآن فقط وشكروه كثيرا، وفي الحصة التي بعدها طلب منه بعض الأصدقاء تغيير مكانه ليجلس بجانبهم، قد كان هذا اليوم يومًا فارقًا في حياته!
بعدها صار لا يخجل من التحدث معهم، وإذا قال طرفة الجميع يضحك ، وإذا قامت رحلة مدرسية يصر الجميع على أن ينضم لهم، وكلما مرت الأيام كلما تحسن في الكلام حتى تعجب الطبيب المعالج من التحسن الملحوظ الذي حدث له،  فقال شريف: إنها مقادير الله سبحانه وتعالى، الله يعينني الله يقويني الله يرزقني بمن يخفف عني ما أنا فيه، فلابد من أن أكون عبدًا شكورًا له على كل نعمه.

الدروس المستفادة:

1. لابد وأن نصبر على بلاء الله
2. المعاملة بين الأصدقاء تكون بلطف ورحمة
3. الثقة في الله
4. المحاولة حتى النجاح.
اذا اعجبتكم هذه القصة
لاتنسونا من صالح الدعاء
والتشجيع والمشاركة والتعليق


وبنقرة واحدة
يمكنكم تحميل هذه القصة
عبر هذا الرابط