اثر وجود الأب في حياة الطفل
المحتويات:
• أهمية دور الأب في الأسرة.
• دور الآباء في تربية الأبناء.
• العلاقة بين الآباء والأبناء.
• كيف نظم الإسلام العلاقة بين الآباء والأبناء.
• أهمية الحوار الهادف بين الآباء والأبناء.
• مدى تأثير غياب الأب عن أبنائه.
التمهيد:
وجود الأب في حياة الأطفال مهم جدا لأن ذلك يوفر لهم الرعاية والحماية؛ كما أن الأب هو القدوة في الأسرة, فالأطفال بحاجة إلى أن يشعروا بأن هناك حماية ورعاية وإرشاد، ويختلف نوعا ما عما يجدونه عند الأم , ذلك لأن الاب هو الراعي الأساسي للأسرة فهو المسؤول عن رعاية الطفل, فوجود الأب كمعلم في حياة الطفل يعتبر من العوامل الضرورية في تربيته واعداده.
كما أن مفهوم دور الأب في الأسرة يختلف من أب لأخر, فهناك بعض الآباء يظنون أن دورهم مقتصر على توفير السكن والملبس والمصاريف ولكن هذا يعتبر خطأ كبير، لأن مشاركة الأب في تربية الأبناء شيء مهم جدا لما له تأثير قوي في شخصية الأبناء, فالأب يستطيع تحقيق التوازن الأسرى من خلال اهتمامه بأبنائه والتقرب منهم ومعرفة ميولهم وافكارهم كما عليه أن يساعدهم في حل مشاكلهم ومعرفة اصدقائهم، ويكون لهم الصديق المخلص الموجود دائما حتى يتقربوا إليه ويتمتعون بصحبته .
فإحساس الأبناء بوجود رادع لهم يجعلهم على حذر من الوقوع في الخطأ, كما يجب على الأب الاقتراب من ابنائه و تمضية الوقت الكافي معهم، وتعليمهم أسلوب الحوار والنقاش, ما يمنحهم الثقة بالنفس ويجب أن يشعرهم بحنيته عليهم وبهذا يبعد عنهم مشكلة الضياع.
لكن ما نشاهده في مجتمعنا أن دور الأب يقتصر على توفير الملبس والمسكن ويشقى لتوفير حاجات الأبناء؛ ثم يغيب ساعات طويلة عن المنزل ويصبح كالضيف لا يعرف شيئا عن حياة أبنائه؛ ولا يعرف القرارات التي يتخذونها في حياتهم سواء في اختيار الأصدقاء؛ أو في تحديد مصيرهم التعليمي، أو في ما يرتكبونه من أخطاء.
فمن المسؤول عن ذلك؟ هل هي الأم أم الأبناء؟ أم الأب نفسه الذى تنازل عن دوره الحقيقي في تربية أبنائه؟
من المعروف أن مسئولية تربية الأبناء تقع على الأب والأم على حد سواء, وفى حالة غياب الأب عن الأسرة ,فهذا يعنى ان الأب هو المسؤول عن تهميش دوره في الأسرة, فهو الذى يتنازل عن دوره لصالح الأم.
ومهما تعددت مسؤوليات الأب خارج المنزل, فهذا لا يعفيه من مسؤوليته الأسرية, فدور الأب في تربية الأبناء, لا يقل أهمية عن دور ألأم.
و يجب على الأب والأم أن يكونا قدوة حسنة لأبنائهم, حتى يكون من السهل على الطفل أن يقلد السلوك الجيد في حياته, بدلا من تنفيذ نصائح وأوامر لسلوكيات لا يراها, فالأبناء يحبون تقليد الأب في حركاته وتصرفاته وفى كل سلوكياته لانهم يعتبروه البطل , كما ان الطفل يميل الى اعتبار ان كل تصرفات والده مثالية من دون أن يشعر الأب بذلك.
دور الآباء في تربية الأبناء له أثر كبير في مختلف مراحل حياتهم:
- اشتهر اباء قبيلة باياكا فى جمهورية أفريقيا الوسطى بين رواد الانترنت بأنهم "أفضل آباء في العالم", اذ جرى العرف في هذه القبيلة على ان يرعى الاباء صغارهم, وينظفونهم ويلعبون معهم, بينما تذهب الأمهات للصيد.
• أثبتت دراسات في الماضي أن الاباء والأمهات يتفاعلون بطريقه مختلفة مع أطفالهم, وبينما يزيد ارتباط الأم بطفلها من خلال رعايته والاعتناء به, فان الاباء تتوطد علاقتهم بصغارهم من خلال اللعب معهم.
ويقول لامب:" أن العلاقة بين الأب وابنه كشأن العلاقة بين الأم وصغيرها, قوامها الارتباط العاطفي وادراك احتياجات الطفل النفسية والعاطفية والاستجابة لها".
• وأشارت دراسات الى أن العمل طوال اليوم خارج المنزل يجعل الأب والأم أكثر ميلاً لممارسة الألعاب الصاخبة مع الطفل, مثل أرجحته وحمله في المنزل, بينما يميل من يرعاه في المنزل طوال اليوم الى مداعبته بهدوء.
لكن الأم لا تزال هي المسؤولة في الغالب عن رعاية الطفل طوال النهار لأسباب اجتماعيه واقتصاديه وقد يعزى ذلك الى اجازه الامومه اذ تمنح على سبيل المثال نصف الدول الاعضاء فقط في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية اجازه ابوة مدفوعة الاجر لشهرين على الاقل. وبالنظر الى التفاوت فى الرواتب بين الجنسين قد يبدو منطقيا من الناحية الاقتصادية أن تحصل الأمهات على اجازة لرعاية الطفل بدلا من الأب.
- وأوضحت أبحاث أن مشاركة الأب الفعالة في تربية الطفل منذ الولادة, وقضائه وقتا أطول معه يعود بفوائد عديدة على صحة الطفل.
• يقول بول رامتشاندانى، الذى يدرس دور اللعب في التعليم والتنمية والتربية بجامعة كامبريدج, أن اللعب هو لغة الطفولة التي يستكشف بها الاطفال العالم, ويبنون بها علاقاتهم مع غيرهم من الاطفال. وقد راقب مع فريق من الباحثين بعض الآباء أثناء لعبهم مع صغارهم حديثي الولادة وتتبع نمو هؤلاء الأطفال, وخلص الى ان التفاعل الإيجابي بين الاب وصغيره في الشهور الأولى يلعب دور مهمًا في نمو الطفل.
• إذ ذكر أن الاطفال الذين كان اباؤهم أكثر جفاء معهم أو أقل تفاعلا أثناء اللعب عانوا عندما أتمو عامهم الأول من مشكلات سلوكيه أكثر بمراحل من أقرانهم الذين كان اباؤهم أكثر نشاطا وتفاعلا معهم, وأحرزوا درجات أقل في الاختبارات المعرفية, مثل القدرة على تمييز الاشكال في سن عامين.
العلاقة بين الآباء والأبناء:
• العلاقة بين الأب والابن تؤثر على شخصية الطفل خصوصا في مرحلة الطفولة, حيث تتغير هذه العلاقة في مرحلة المراهقة, إذ يسعى المراهقون غالباً الى الاستقلال عن العائلة واتخاذ القرارات الخاصة دون اللجوء لأحد, لان الابن في هذه المرحلة يكون مقتنع بأنه يقدر على اتخاذ جميع القرارات بمفرده ولا يسمح لاحد بأن يعارضه مما يزيد من المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها بسبب هذه القرارات, وهنا يأتي دور الآباء في مساعدة أبنائهم في التغلب على التحديات التي يواجهونها ومساعدتهم كذلك على فهم مدى تأثير اختياراتهم على صحتهم وأمنهم وأنه من الممكن أن تكون اختياراتهم خاطئة وتضرهم فيما بعد.
- وعندما تكون العلاقة جيدة بين الأب والابن فإنها تعود بالنفع على كليهما, فهي تخفف من ضغوطات الأب العاطفية والجسدية, وتزيد من احترام الابن لذاته, وتشعره بالسعادة والرضا عن حياته, كما تقلل من نسبه السلوكيات الخاطئة المحتملة للأبناء وتحافظ على أخلاقهم, وبذلك يثق الابن بأبيه ويتخذه قدوة له ويتعلم منه مما يعزز ثقة الابن بنفسه.
أنواع العلاقات بين الاباء والابناء:
1- العلاقة الآمنة:
وهى أقوى أنواع العلاقات بحيث يشعر الأبن أنه يعتمد على والديه وانهم دائماً موجودين لأجله لمساعدته في أي وقت ودعمه عند الحاجه.
2-العلاقة التجنبية:
وهى علاقة غير أمنة, حيث يعلم الطفل ان طلب المساعدة من والديه لن ينفعه ولن يجلب له الأمان, مما يدفعه لتعلم كيفية الاعتناء بنفسه وعدم اللجوء لوالديه.
3- العلاقة المتناقضة:
وتعتبر صورة اخرى من العلاقات غير الآمنة, وفى هذه العلاقة يعلم الطفل أنه يتم تلبية حاجاته بالشكل الصحيح احيانا ولا يتم ذلك في أحيان أخرى, لذا يبحث بشكل مستمر.
4- العلاقة غير المنظمة:
في هذه العلاقة لا يستطيع الابن التنبؤ بأفعال والديه.
أمور يجب مراعاتها في العلاقة بين الأبناء والآباء:
لتوفير علاقة جيده وسليمه بين الاباء والابناء لابد من توافر عدد من الشروط:
• أن تكون علاقة الأب بأبنه بعيدة عن التوتر والضغوطات التي يوجهها الوالدين في حياتهم اليومية.
• وجود العاطفة وتنظيمها, حيث تلعب دوراَ كبيراَ في تطور العلاقة الصحية بين الاباء وابنائهم.
• توفير الأمن والأمان اللازم للطفل وإشعاره بالدفء والحنان.
• التفاهم والتفاعل المتبادل بين الأبناء والآباء, وهو عامل مهم في العلاقة بحيث يسبب أي اختلاف أو تنافر اضطراب وقلق لكل من الاباء والابناء.
• عدم التعامل بعدوانية مع الطفل ,حيث أن عداء أحد الوالدين أو كلاهما يؤثر على سلوك الطفل وطريقة تعامله.
كيف نظم الإسلام العلاقة بين الآباء والأبناء:
• حظيت العلاقة بين الآباء والأبناء باهتمام في كافة الأديان السماوية عبر التاريخ الإنساني, لما لهذه العلاقة من أهميه عظيمه في بناء مجتمعات اختلاقيه ومتماسكة, وقد أولى الاسلام عناية خاصه بهذه العلاقة وتنظيمها ووضع القواعد الأساسية لها.
• حث الإسلام على حسن اختيار الرجل لزوجته والزوجة لزوجها, ووضع المعيار الأمثل لاختيار كل منهما للآخر, والذى يتمثل في وجود الأخلاق الفاضلة والتدين الحسن, وذلك لأن صلاح الآباء هو صلاح للأبناء في آخرتهم ودنياهم .
• كما حث الإسلام الأبناء على رعاية آبائهم وبرهم, وصلة أرحامهم, كما اعتبر الإسلام عقوق الوالدين واحداً من أعظم الذنوب التي قد يرتكبها الانسان في حياته , وهذا الذنب كفيل بتدمير حياة الانسان في الحياة الدنيا قبل الحياة الآخرة, وقد يكون سببا لدخوله نار جهنم.
• حرم الاسلام نسب الابن الى غير أبيه, حفاظاً على الانساب من الاختلاط ,فكانت هذه العادة السيئة وهى التبني منتشرة بشكل كبير في الجاهلية والتي انهى عنها ديننا الحنيف لما لها من اثار اجتماعيه خطيره , منها اختلاط الانساب.
• بسبب نظرة الاسلام المتمثلة في أن الاسرة هي عماد المجتمع دعا هذا الدين الحنيف الاباء الى تربية أبنائهم التربية الحسنه والفاضلة والى تعليمهم الاخلاق وتهذيبهم و تزويدهم بالمعارف والمهارات والعلوم الحياتية المختلفة التي تعينهم على الاعتماد على أنفسهم والنهوض بأسرهم وبمجتمعاتهم.
العلاقة المالية بين الآباء والأبناء في الاسلام:
استطاع الاسلام بنظامه المتكامل المحكم تنظيم العلاقة المالية بين الاباء والأبناء, فقد دعا الى ضرورة أن يتولى الأب الانفاق على زوجته وابنائه من خلال اتباع طرق الكسب الحلال وهى عديدة ومتنوعة, كما دعا أيضا الأبناء أن يتكفلوا بآبائهم مادياً عند الكبر, وربط هذا الانفاق بالناحية الدينية التعبدية’ حتى يحفز الناس على الكرم مع أبنائهم’ وآبائهم وعدم البخل عليهم في أي شيء يحتاجونه, إن كانت الظروف المادية.
إلى جانب ذلك فقد حددت الشريعة الإسلامية قواعد التوارث بين الآباء والأبناء بعد الوفاة, حيث امتازت المواريث الإسلامية بالعدل والحكمة في التوزيع ومراعاة كافة أحوال الإنسان وظروفه المعيشية المختلفة, والمتقلبة بين الحين والآخر.
أهمية الحوار الهادف بين الآباء والأبناء:
- ينطلق كثير من الآباء في حوارهم مع أبنائهم من فكرة مغلوطة مفادها أن جيلهم كجيل أبنائهم؛ والحقيقة أن الاختلاف واضح بين الجيلين في جوانب كثيرة, فالجيل القديم لم يعرف التكنولوجيا التي ظهرت أدواتها فى العصر الحديث, كما انه لم يعرف كثيراً عن العادات المستحدثة التي يمارسها الجيل الجديد , فالجيل القديم لم يعرف عادة السهر على سبيل المثال على شاشات التلفاز؛ بل كان هم الإنسان قديماً أن ينال قسطاُ من الراحة بعد يوم حافل بالكد والعمل, فهموم الناس وعاداتهم وسلوكياتهم تختلف من جيل لجيل تبعا لتطور الحياة وتغير سماتها.
- إن من الأقوال المشهورة في فن تربية الآباء لأبنائهم قول الإمام علي ابن أبى طالب " لا تربوا أبناءكم على ما رباكم آباؤكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم", فيجب على المربين أن يلجأوا عند تربية أبنائهم إلى الحوار معهم ؛ فالحقيقة أن الاختلاف بين الجيلين مع الحوار تتحقق النتائج المرجوة.
وتكمن أهمية الحوار الهادف بين الآباء والأبناء في:
• تقريب أفكار كل جيل الى آخر, فعن طريق الحوار يستطيع الآباء الجلوس مع أبنائهم ومناقشة كل المسائل بحيث يشرح كل جيل الى الآخر أفكاره، ومعتقداته ونظرته إلى الحياة, وبعد ذلك يعملوا على تقريب أفكارهم والبحث عن قواسم مشتركه بينهم.
• تعليم الجيل الجديد آداب الحوار من حسن استماع وحضور وحسن اختيار الألفاظ والكلمات , وعدم رفع الصوت مع البعد عن العصبية والاستعداد لقبول الرأي الأصوب حينما يتبين للإنسان ذلك.
• المشاركة في رسم الأهداف والسعي لتحقيقها, فالحوار بين الآباء والأبناء يجعلهم يتشاركون في وضع الاهداف التي يسعون إلى تحقيقها, كما يتشاركون في البحث عن الوسائل والطرق التي تعمل على تحقيق تلك الأهداف.
• الحوار الهادف هو سبيل لخلق الأفكار الإبداعية والمخرجات النافعة المفيدة, فجلسات الحوار بين الآباء والأبناء تعمل على استشار العقول وتحفيزها لابتكار وإبداع الحلول.
• مواكبة الجيل القديم لمستجدات الحياة العصرية, فكم من الأبناء يشكون من مسألة عدم إدراك ابائهم لمعنى التكنولوجيا وعدم معرفتهم باستخدام كثير من أدواتها وأن الحوار بين الجيلين يعمل على تزويد الجيل القديم بالمعلومات عن الأدوات الحديثة بحيث يتمكن من فهمها ويتعلم القدرة على استخدامها وتطويعها في الحياة, ولاشك بأن هذا الأمر يعمل على تشارك كل جيل مع الآخر بحيث يكونون يداً واحده في العمل والإنتاج.
مدى تأثير غياب الأب عن أبنائه:
- غياب الآباء يقصر من عمر أبنائهم, حيث دراسة حديثة تشدد على أن فقدان الأب له عواقب بدنية وسلوكية سلبية على الأطفال, وخاصة الذكور;اذ يؤدى لقصر التليمترات التي تغطى نهاية الكروموسومات بغرض حماية المحتوى الجيني, بنسبة تتراوح بين 6 و 16%
- قام فريق البحث بقياس طول التيلوميراات وتحليل بيانات مجموعه من 5 الاف طفل (أعمارهم تتراوح بين عام وثلاثة أعوام وخمسة وتسعه) ينتمون إلى أسر تعانى من فقدان الأب.
أجرى الباحثون مقابلات مع الأمهات لبحث طبيعة الحالة الصحية والنفسية للأطفال وسلوكياتهم ومهاراتهم, آخذين فى الاعتبار التباين القائم بيم تلك الأسر من حيث الظروف المعيشية والدخل والتعليم.
- كشفت النتائج ان التيلوميرات تتأثر سلباً بغياب الأب وأن الابناء الذين غاب عنهم والدهم في التاسعة من العمر كانت التيلوميرات لديهم أقصر بنحو 14% مقارنة بغيرهم, بينما يؤدى سجن الأب إلى قصر طولها بنسبه 10%, أما فى حالة انفصال الوالدين أو طلاقهما فينخفض الطول خاصة عند فقدان الأب في الخامسة, إذ يقصر طولها بنسبه 16%.
- في الصين يترك ملايين الاطفال مع اقاربهم ستة أشهر بعيداً عن والديهم , مما يؤدى الى تغيرات سلبيه بأدمغة الاطفال.
الآثار السلبية التي تلحق بالطفل بسبب غياب ابيه عنه:
- يؤثر غياب الأب على نمو الطفل وعلى ثقافته وشخصيته.
- الحرمان من العطف والأمن والأمان.
- يؤثر على تشكيل الضمير الأخلاقي لدى الطفل.
- يؤدى إلى صراعات نفسية والى الاضطراب وانعدام التوازن العاطفي والأمن النفسي.
- يكون الطفل ضعيف الثقة بالنفس وأقل التزاما بالنظام.
- يؤثر على مستوى التحصيل الدراسي.
- يكون قليل الانتباه والتركيز والاستجابة وأقل قدره على السيطرة على نوبات الغضب التي تنتابه.