-->

لا تسألني اين ذهب الحب؟ وقل من السبب؟

من القصص الواقعية
ومن الخواطر المؤثرة
نقدم لكم اليوم
هذه الخاطرة من واقع الحياة
التي قد تكون متكررة 
في كثير من الازمنة والامكنة
وعنوان هذه الخاطرة هو: 

الحب ... أين ذهب؟!

لا تسألني أين ذهب الحب؟ أقسم لك بالذي جمعنا في يوم على حلو الحياة لا أدري، ولنفترض أن الحياة غير مأمونة كما تظن فقلبي كان هو الأمان لك من كل فاجعة وفقد، مرت من عمري سنوات وأنا ألملم من شتات أيامي السعادة وأضعها تحت قدميك لتخطو خطوتين.

من قصص الواقع

 تقول حبي بين بين؟ لا تظن أني بين بين، فقد قالوا ان النساء من الزهرة والرجال من المريخ، فأنا من كوكب الزهرة بعيدة عن كوكب المريخ، فأنا من يشعر أن وجهك لي مفارق، فأنا أستبق الخطى كي أبتعد عن كوكبك، وأحتفظ في صندوقي الخاص عن أي ذكرى جمعتني بك، ولا أقول اسمك مهما كانت الظروف، أقول لأولادي أباكم سيرجع أباكم خرج، وكأن لساني هو الآخر غضب عليك. 

فلا تسألني أين ذهب الحب الذي كاد يعصف الأشجار؟ ويصبح للنهر أمواجا بقوته كالجبال، فكنت أتنفس رحيقا من بين شفاك إذ تكلمت حديثا وسط العوام، وأقول في نفسي أحمدك يا رب على هذا العطاء، أعينه سأصحى على نورها وأنام بعد غروبها كل يوم! حمدا يا ربي على العطاء، أحضنه سآوي فيه كل يوم كطفل يهرب من الظلمة إلى نور السماء؛ حمدا يا ربي على العطاء، أسيقول اسمي كل يوم مئة مرة أما أنا فسأنسى اسمه لأني سأذكره حبيبي!

لا تسألني أين ذهب الحب؟ أنا كنت لا أصدق أن القلب اسمه قلب من التقلب؛ وقلت مهما الدنيا ستخرج من جعبتها الكثير فقوة حبي سوف تجعل الحديد يسيل؛ فكفرت الآن بكل ما قلته، فلا لعينيك أي سحر ولا لهمسك أي تأثير، ولا لبعدك أي إحساس غير الراحة والسعادة ولا لقربك أي معنى غير الضيق وكآبة المنظر، لا تسألني أين الحب ذهب؟؟ فقط قل من السبب؟

فكلما رأيت ضعفي وحناني لبست عباءة الكبر والتقليل من شاني؛ أتكلم تسكتني أتجمل تنقصني عشت سنوات طوال أتحسس الكلام الطيب أتسول عليك لأشعر أنني امرأة، عشت سنوات أقدم كل شيء وأنت تجحد وتخطف وتنكر؛ الآن أراك تتقلب من الوجع سقاك الله من كأسي، فذق وارشف كل الكأس فعندي لك من الكؤوس ما يكفيك لآخر سنين عمرك؛ فلا أنت تستطيع أن تتركني وقد رماك الله بسهمي ولا أنا سأتركك.

فأنا سعيدة بوجعك لتعرف معنى الرقة؛ فقد تحول قلبي لقطعة صخرية بجفائك؛ اهنأ بهذه الحياة المريرة ولا تحسب أنني سعيدة بشيء في هذا العالم إلا بوصولك لمستوى ألم صعب الاحتمال، فقد كنت أسأل الله الموت في كل سجدة من سجدات الصلاة ولا أجده، ما كنت أعلم أن الله كتب عليك الموت ولا تجده، سبحان من كساني وكسرك! سبحان من هدى قلبي واوجعك!

لكن للأمانة فقط أنا أعيش حياة الأموات حتى بعد انتصاري، فقدت طعم الحب وفقدت رائحة الاشتياق، الليالي تشبه بعضها، لا أشعر بالسعادة حتى ولو سافرت القمر، أطرف المواقف لا تضحكني، أقسى الظروف لا تبكيني، أصبحت كالتمثال في المتحف ينظر للناس وينظر الناس إليه، وكل ذاك بسببك ولا أعرف ماذا بعد؟ هل ستنتهي قصتك بتحولك تمثال مثلي وأرجع أنا إنسان، أم ستنتهي القصة بانتصارك أو انتصاري الزائف الرنان؟

أهم شيء لا تسألني أين ذهب؟ اسأل وقل من السبب؟

وعندما تعلم وأعلم ويعلمون السبب، انذاك سوف يجد الحب طريقه الى القلوب مجددا، فالسبب قد يكون سببا في ذهاب هذا الحب؟ لكن اين ذلك السبب؟ وهل القلوب تستطيع تقبل الاسباب؟، فكما يقولون فالحياة ثلاثة ايام، امس عشناه ولن يعود، واليوم نعيشه وسرعان ما ينقضي، وغدا لم نعيشه وهو في عالم الغيب، فلماذا نقلق عليه... والله هو مدبر كل شيء.

فالايام دول والايام الفائتة مضت وفيها الحلو والمر كما هي الحياة عامة، ولكن القلب ورغم تقلبه فهو لا ينسى الحلو مما مضى ويحتفظ به، والانسان انسان لانه ينسى، وسوف ينسى المر لكي تستمر الحياة.

وعندما يصفو القلب يرتاح وعندما يتعكر يكون متقلبا الى اقصى درجة، فالصفاء والنقاوة هي معيار القلوب الطيبة، فلا تقسى على قلب يحبك، لان القلب الذي لا يتسامح مع من يحبه سوف يفقد طعم الحياة، والانسان الذي لا يتغافل ويتجاهل سيئات من يحبه سوف يفقد الحياة. فاختلافنا رحمة لنا وتكملة لبعضنا.

العبرة من هذه القصة:

- الأيام دول .
- لا تقس على من يحبك.
- القلب اسمه قلب من التقلب.
- الذي لا يتسامح يفقد طعم الحياة.
ـ كسب القلوب اولى من كسب المواقف.