حكاية جدتي في العيد الكبير - الجزء الخامس
قبل أذان المغرب سمعت جدتي تقول.. هيا يا أولادي اقتربت الشمس على المغيب وجدتكم صائمة، أريد منكم أخذ هذه الأطباق وتوزيعها على الجارات لأنهن صائمات أيضا، فتعجبت أنحن في شهر رمضان؟! فلماذا تصوم جدتي؟ فوجدتها تخبرني أنها تتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة في تلك الأيام - العشرة الأوائل من ذي الحجة - من صيام لصدقة للإحسان إلى الجار، فيجب على كل فاعل للخير أن يكثر منه قدر المستطاع هذه الأيام!
فوجدتني أقول لها: إذن أكملي لنا القصة بعدما أخذ سيدنا إبراهيم هاجر وولدها ورحل عن بلاد الشام كي تزيد أعمال خيرك.
ترد جدتي في عجلة من أمرها وتقول: أمري إلى الله ...أول القول نصلي على الرسول،
نرد عليه أفضل الصلاة وأذكى السلام.. ثم تحكي لنا: نظرت السيدة هاجر إلى الصحراء ولسيدنا إبراهيم الذي لا ينطق بكلمة واحدة، وأخذت تترقبه وهو يتركها هي وطفلها الجديد أول ابن له ويمشي بناقته، فتنادي عليه لا يرد تسأله أستتركنا هنا وترحل؟ لا يرد ؛ ثم أعادت السؤال بطريقة أخرى وقالت أالله أمرك بذلك؟ قال: نعم .. حينها اطمأن قلبها وقالت: إذن لن يضيعنا..
نظرة للوراء يا أحفادي ... أتعرفون أين ترك سيدنا إبراهيم السيدة هاجر؟
محمد: في السعودية يا جدتي.
الجدة تبتسم وتقول: تركها في أرض جدباء لا زرع فيها ولا ماء، تفتقر الناس هي وابنها بعدما جف ما معها من ماء وفشلت أن ترضع صغيرها أو تسكت بكاءه الحار، أخذت تهرول باحثة عن ماء وتصعد جبل الصفا، وترجع إلى جبل المروة، وكلها يقين أن الله سيرسل لها الفرج، تذهب وتعود على الجبلين سبع مرات، حتى تفجر تحت قدم الصبي بئر زمزم الموجودة اليوم في المملكة العربية السعودية، قد كانت تسعى بقلبها وجسدها، وتبحث عن النجاة عند الرب الذي جعل النار بردا على إبراهيم ، وأنقذها من الكفر، ورزقها بابن رسول ذكر، ولكن كان عليها أن تسعى السبعة أشواط لحكمة سنعرفها فيما بعد.
عندما تفجر البئر هبطت الطيور ورست رحلات المسافرين وتجمع الناس ليسألوا من حفر هذا البئر كي يعطوا له أجرا، فردت السيدة هاجر : إنه ملك لهذا الصبي... وأجره هو التوحيد برب هذا الكون ، فمن يريد الانتفاع بهذا الماء فليشهد أن للكون ربا واحدا!
ثم بدأت السيدة هاجر في رسالتها الكبيرة ألا وهي تعليم الناس دين إبراهيم، وبدلا ما كانت هي وابنها فقط في الصحراء، أصبحت تعلم القبائل دين رب السموات من صحف إبراهيم، تعلم سيدنا إسماعيل دين أبيه عنها ، وكانت أول القبائل التي آمنت برب إبراهيم هناك قبائل العماليق، وكانوا على الرغم من كبر أجسادهم إلا أنهم يخافون من الخيل، قد كانت الخيول مثل الوحوش عندهم، فاقترب سيدنا إسماعيل من الخيل وهو ابن ثمان سنوات ومسح على ظهره وامتطاه، فقد كان أول من رود الخيل، وعلم كل القبائل امتطاءه, ونال مكانة عظيمة هو ووالدته كأصحاب البئر، وآل الرسول إبراهيم.
وهنا اختبرتنا جدتي ببعض الأسئلة:
1.أين ترك سيدنا إبراهيم السيدة هاجر؟
2.لماذا كانت تصعد السيدة هاجر جبلي الصفا والمروة؟
3.من أول من روض الخيل؟
4.لماذا كانت تخاف الناس من الخيل؟
5.ما الحكمة في ترك السيدة هاجر في هذا المكان؟
ثم سمعنا أذان المغرب فقامت جدتي لتفطر!
يتبع...
----------------------------
اذا اعجبتكم هذه القصة
لاتنسونا من صالح الدعاء
والتشجيع والمشاركة والتعليق
ــــــــــ
وبنقرة واحدة
يمكنكم تحميل هذه القصة
عبر هذا الرابط