قصة اطفال: عيني تتحدث
كنت في طريق عودتي من المدرسة إلى منزلي أنا واصدقائي، وبينما كنت أمشي وجدت طفلاً أعمى حزنت كثيرا لحاله، فقد كان يتحسس الطريق بعصاه، ويحسب خطواته التي يخطوها، وتحدث أصدقائي معي حديثا لم أسمع منه ولا كلمة من كثرة تفكيري في حاله، كيف يعيش يومه؟ هل يتخيل وجوهنا؟ هل يعرف معنى اللون الأخضر؟ هل في منامه يرى؟
عدت إلى البيت وأنا على حالتي تلك، وكان وجهي يحمل الكثير الذي يجعل والدتي تستفسر عنه، ما بك؟ هل حدث لك مكروه اليوم؟ وأنا أحاول أن أنقل لها ما أشعر به في حزن، انظري يا أمي، ففتحت أمي عينيها أكثر وجلست تحملق في، وتقول: أنظر إلى ماذا؟ وجلست تتفحصني وهي تقول؟ هل جرحت يدك؟ ما بك؟ فلم تجد شيئا؛ فقلت لها هذا الذي أقصده النظر نفسه يا أمي، نحن نتمتع يا أمي بنعمة النظر، وقد رأيت اليوم طفلا في نفس عمري تقريبا، قد حرم من نعمة النظر، يتحسس الطريق بعصا، يستخدم خياله لمعرفة الطريق، وأنا أمد بصري إلى نهاية الطرق، أرى الألوان والأشجار، أغلق النور عند رغبتي في إغلاقه فقط، لكن دنياه دائمًا بلا شعاع نور!
جلست أمي بعدما هدأت من روعها ، وقالت الحمد لله يا بني الذي عافانا من هذا، وفضلنا على كثير ممن خلق، هذا قدر الله يا بني فإن الله تعالى حرمه من أغلى النعم لحكمة يعلمها؛ فلعلنا نشكره على منحه لنا إياها، ولا نغضب الله بها، فالعين ستشهد علينا يوم القيامة وتتحدث بأمر من الله وتقول له ماذا صنعنا بها، أكنا ننظر بها لجمال الكون ونتفكر في قدرته تعالى، أم كنا نجبرها على فعل ما لا يرضى الله عنه، سكتت برهة وقلت: أعيني تتحدث؟
ضحكت الأم وقالت نعم.. ستتحدث فالله سخرها لك لتعينك على الحياة وتؤمن بالله أكثر فأكثر بها، وعندما تستيقظ صباحًا تقول كل أعضائك لك اتق الله فينا، فهي بالأساس لا تريد أن تعصي الله ولكنها مسخرة لك تفعل ما تريده منها، لذا عليك مراقبة الله في أفعالك، وتشكر نعمة البصر بعدم النظر لما حرم الله، أنا لا أراك كل ثانية لكن الله يراني و يراك وستنطق عيوننا بما فعلنا.
الآن صرت أذهب إلى غرفتي وأنا أشفق على نفسي، وأدعو الله أن يوفقني لشكر نعمته، بالنظر لما في الكون من جمال، وتتبع وجوده بها في كل مخلوق بداية من النملة الصغيرة حتى السماء الواسعة الكبيرة، وقلت لعيني لا تقلقي .. سأستعين بالله حتى لا أغضبه بك، وأجتهد أن لا أجعلك تحزنين مني، وسأستعيذ من الشيطان في كل وقت، فلا سلطان له على من كان يقينه بالله قويًا ومخلصًا له.
شعرت أن عيني تتحدث تود أن تقول لي شكرا، أقسم بأنني شعرت أن عيني اطمأنت لي، لن أعصي الله بعيني سأشكر الله بعيني، عيني نعمة قد حرم منها الكثير.
الدروس المستفادة:
1. الله فضلنا على كثير ممن خلق.
2. يجب علينا شكر نعمة البصر.
3. العين تقودنا إلى الإيمان بالله.
4. العين مسخرة لفعل ما نريد.
5. الله يرانا حيث لا يرانا أحد.
اذا اعجبتكم هذه القصة
لاتنسونا من صالح الدعاء
والتشجيع والمشاركة والتعليق
ــــــــــ
وبنقرة واحدة
يمكنكم تحميل هذه القصة
عبر هذا الرابط