مصدر فيروس كورونا بين الاشاعة المنتشرة والحقيقة الضائعة
تعددت
المصادر وكورونا فيروس واحد وخطير ينتشر بشكل أسرع حول العالم، وجميع الدول تسعى
بجميع الوسائل المتاحة والإمكانيات المتوفرة للحد من انتشاره ووقف تفشيه والقضاء
عليه، والسباق مستمر من أجل إيجاد اللقاح في زمن قياسي.
وجميع
دول العالم أعلنت حالة الطوارئ الصحية وفرضت على مواطنيها الحجر الصحي المنزلي،
فوجدت بالتالي الدول نفسها قد أصبحت بين مطرقة القضاء على الفيروس وسندان إنعاش
الاقتصاد، فأيهما قد تكون له الغلبة في هذه المعركة: الفيروس أم الاقتصاد؟
وقد
دار الكثير من الجدل حول المصدر الحقيقي لفيروس كورونا "كوفيد-19"، إلى
أن وصل إلى درجة الخلاف الذي لم تقتصر حدوده داخل أروقة شبكات التواصل الاجتماعي،
بل امتدت لانتقادات شهدناها على المستويات السياسية.
الجدل الواسع حول مصدر فيروس كورونا
وقد
برزت أخبار مختلفة بعضها واقعي والكثير منها من وحي الخيال، ومن ابرز الأخبار
المتداولة عن مصدر فيروس كورونا نوجزها فيما يلي:
ـ كورونا مصدره حيوان:
أول
ما ظهر هذا الفيروس ظهر في مدينة ووهان الصينية وخاصة في سوق بيع الحيوانات الحية،
حيث تباع في هذا السوق جميع الحيوانات الحية والبحرية من مختلف أنواعها وبدون
استثناء، حيث يرجح إذن أن يكون مصدر هذا الفيروس قد انطلق أول مرة من خلال هذا
السوق.
فما
هو هذا السوق إذن؟
يعتبر
سوق الحيوانات الحية المشهور في مدينة ووهان الصينية من اكبر الأسواق الخاصة ببيع
الحيوانات الحية المختلفة، ويطلق عليه اسم "سوق بيشازو" والمعروف ايضا بالسوق الرطب، وتبلغ مساحته نحو
116 هكتار أي ما يعادل 65 ملعب كرة القدم، وتتواجد بداخل هذا السوق أكثر من 3600
متجر صغير.
ـ نظرية المؤامرة:
عندما
انتشر فيروس كورونا في الصين ثم إيران ومن بعد ذلك أوروبا ثم أمريكا، ظهرت هذه
النظرية على الساحة الدولية بقوة وشدة وانتشرت في جميع مواقع التواصل الاجتماعي
والمواقع الالكترونية وتستند إلى إن أمريكا ومخابراتها وجيشها هم من نشروا هذا
الفيروس في الصين من اجل الحد من الهيمنة الاقتصادية الصينية ووقف زحف التنين
الأسيوي... ولكن في حقيقة الأمر فان هذه الفرضية
لا تستند إلى أي دليل أو منطق معلل، وأصحابها يطلقون إشاعات وأقوال من هنا
وهناك، خاصة وان أمريكا أصبحت هي الأخرى الأكثر تضررا من هذا الفيروس، والدولة
التي انتشر فيها الفيروس بشكل كبير، فمن المعلوم أن نظرية المؤامرة تجدر دائما
جذورها راسخة لدى الشعوب المتأخرة، حيث يعلقون بها فشلهم وتخلفهم وتأخرهم.
ـ كورونا حرب بيولوجية واقتصادية بين الدول العظمى:
ظهر
الفيروس وتبعته أقاويل وتأويلات كثيرة، ولعل أبرزها أن هذا الفيروس هو نتيجة حرب
بيولوجية واقتصادية بين الدول العظمى للسيطرة على العالم، فبعد التوسع الاقتصادي
الصيني في جميع دول العالم، وبروز دول أخرى بإقلاع اقتصادي بارز مثل تركيا ودول
أسيوية أخرى، وتراجع اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خطير وواضح ينذر
بإفلاسها الاقتصادي، برز هذا الطرح بشكل كبير في أول أزمة كورونا، وكل قد أدلى
بدلوه في هذا الشأن، وعلل وبرر وبرهن بجميع الحقائق المتوفرة والأرقام المتاحة من
الناحية الاقتصادية ليؤكد أن كورونا ما هي إلا حرب بيولوجية واقتصادية بين الصين
وأمريكا للظفر بقيادة العالم من الناحية الاقتصادية..
وهناك
من ذهب إلى اخطر من ذلك، وهو أن أمريكا هي من قامت بنشر الفيروس في الصين لوقف
زحفها الاقتصادي واسترجاع أمريكا لزعامتها الاقتصادية العالمية، لكن الصين عندما
انتشر الفيروس في أراضيها قد فطنت إلى اللعبة، وتعاملت مع أزمة كورونا بكل صمت
وحذر، فعملت بصمت وسكوت حتى طوقت الأزمة، فقامت بتعديل الفيروس وإعادة نشره في
العالم مستهدفة بالتالي الدول التي أرادت النيل منها، فترد بالتالي الكيل بمكيالين
لمن أراد بها مكروها. والحجة في
ذلك أن الفيروس قد بدأ في الصين منذ بداية دجنبر من العام الماضي، وتسترت عليه
الصين ولم تعلنه إلا متأخرا، وحتى الطبيب الصيني الذي اكتشف الوباء في أواخر دجنبر وأعلنه وباءا خطيرا قد حاكمته
السلطات الصينية، ومات بعد ذلك هذا الطبيب
بسبب ذلك الفيروس. ومنذ ذلك التاريخ وحتى الإعلان عن الفيروس كوباء عالمي وإغلاق
الحدود بين الدول فقد دخلت وخرجت من الصين أكثر من سبعة ملايين مسافر...
ـ كورونا هو فيروس مصنع:
إن
هذا الفيروس مصنع وطُوِّر بواسطة الهندسة
الجينية في مختبرات متخصصة، وتم تسريبه بقصد لتحقيق أهداف اقتصادية مختلفة نذكر أكثر
ما راج منها كالتالي:
ـ
إحداث تدمير وتغيير اقتصادي لجهات معينة.
ـ
السباق حول السيطرة والهيمنة الاقتصادية.
ـ
الحفاظ على أحادية القطبية والزعامة الأمريكية للعالم.
ـ كورونا هو فيروس القضاء على الشيوخ المتقاعدين:
كورونا
هو فيروس مصنع من اجل القضاء على الشيخوخة المؤثرة سلبا على الاقتصاد والمهلكة له،
بسبب عجز صناديق التقاعد وصرف ميزانيات كبيرة في التأمينات الصحية لحساب
المتقاعدين، وخاصة بعد أن أصيح هذا الفيروس يؤدي إلى مصرع الشيوخ والفئات العمرية
الكبيرة في السن، وخاصة بعد الاكتظاظ الذي عرفته المستشفيات ونفاذ طاقتها الاستيعابية
اضطرت إلى التضحية بالمرضى الشيوخ على حساب الشباب لوجود أمال في شفائهم، وبسبب
ذلك برزت أصوات تقول بان الدول تسعى إلى القضاء على المتقاعدين وإنعاش الاقتصاد...
ـ كورونا هو تسريب غير مقصود من المختبر البيولوجي:
أثناء
إجراء التجارب العلمية على عائلة فيروسات كورونا تسرب خطأ الفيروس إلى خارج
المختبر فأصيبت به البشرية بشكل غامض وغير معروف، وهناك من قال بان الفيروس قد
تسرب من المختبر البيولوجي المعروف المتواجد ببلدة قريبة جدا من مدينة ووهان
الصينية.
ـ الفيروس نشرته شركات الأدوية:
قيل
أن كورونا هو فيروس نشرته شركات عالمية وعملاقة المتعددة الجنسيات والخاصة بالأدوية
وذلك من اجل بيع اللقاحات والأدوية المضادة لهذا الفيروس، يعني أنهم ينشرون
الفيروس ويصنعون اللقاح المضاد له في نفس الوقت لجمع الملايير الدولارات...
ـ كورونا جند من جنود الله:
وهذا
المصدر المطروح قد انتشر كثيرا في مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الواتساب
والفايسبوك، حيث اعتبر الكثيرين أن فيروس كورونا قد أرسله الله ليطهر به الأرض من
الفتن والمعاصي، وجاء ليذكر العباد بالخالق.
ـ كورونا سببه تقنية شبكات الجيل الخامس:
هذا
الأمر قد أثار جدلا واسعا حول العالم، مما دفع بالعديد من الأشخاص إلى القيام
بتخريب عدة أبراج تعمل بتقنية الجيل الخامس 5G في بريطانيا وفي أمريكا...
منظمة الصحة تحسم الجدل حول أصل فيروس كورونا
تدخلت
منظمة الصحة العالمية وحسمت الجدل العقيم عن مصدر الفيروس الفتاك و نشأته وأصوله،
وقالت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء 21 ابريل 2020 إن جميع الأدلة المتوافرة
تشير إلى أن فيروس كورونا المستجد نشأ في خفافيش داخل الصين أواخر العام الماضي،
ولم يتم تخليقه، وفقا لما ذكرته المتحدثة باسم المنظمة فضيلة شايب خلال بحث قدمته
للصحفيين في مدينة جنيف السويسرية، أن مصدر فيروس كورونا المفترض هو الخفافيش،
ومنها انتقل إلى الإنسان عبر وسيط.
وقالت
المتحدثة: "تشير جميع الأدلة المتوفرة، إلى أن أصل هذا الفيروس حيواني، ولم
ينتج ولم يتم التلاعب به في المختبرات. وأن الخفافيش هي موطنه البيئي.
وتعمل
منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع البلدان الأخرى من أجل تحديد طبيعة فيروس كورونا
المستجد "كوفيد-19" ومن أجل ذلك شكلت عدة مجموعات للخبراء، وفقا
للمتحدثة.
وذكرت
المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية: "لا نعلم حاليا مصدر الفيروس، لذلك
علينا جميعا التركيز على الحقائق وليس على النظريات. إن منظمة الصحة العالمية
منظمة علمية ونحن نعتقد أن أصل الفيروس ومصدره حيواني".
واشارت
المتحدثة إلى أن 70 بالمئة من الفيروسات الجديدة مصدرها حيواني، من بينها فيروسات
إيبولا والطاعون وفيروس كورونا.
"من المؤكد" أنه كان هناك مستضيف حيواني وسيط
انتقل منه، لذا من الضروري معرفة كيف انتقل الفيروس من الخفافيش إلى الإنسان.