-->

الفرق بين تفشي المرض والوباء والجائحة

ـ المحتويات:

- من وباء إلى جائحة: ما الفرق؟ وما الذي حدث؟
ـ معنى تفشي المرض أو ما يقابله باللغة الأجنبية ب outbreak
ـ تعريف الوباء أو ما يقابله باللغة الأجنبية ب Epidemic
ـ مفهوم الجائحة أو ما يقابله باللغة الأجنبية ب pandemic
ـ أمثلة على الجائحة.
ـ توضيح وإشارة لا بد منها.

- تمهيد:

لقد عرف العالم عبر تاريخه الطويل الكثير من الأوبئة، ومرت عليه العديد من الطواعين، وابتلي بلاء عظيما بالعديد من الأمراض بعضها سجلها التاريخ بمداد من الألم والحسرة والمعاناة والبعض بقي في طي النسيان لا نفقه منه شيئا، ولكن في عصرنا الحالي ظهرت فيروسات أخطر بكثير من المتصور في عقولنا، ولعل الدليل الواضح على ذلك ما يشهده العالم في الآونة الأخيرة من انتشار سريع لفيروس كورونا حول العالم وفي وقت قياسي، ورغم جميع المجهودات المبذولة والإمكانيات المتاحة والتطور التكنولوجي والتقدم العلمي المستعمل، لم يستطع العالم لحد الآن وقف انتشار هذا الفيروس الخطير.

ولهذه الأسباب أعلنت منظمة الصحة العالمية بتاريخ 11 مارس 2020 على أن تفشي فيروس كورونا المستجد أو ما يسمى علميا بمرض كوفيد 19 أصبح يشكل وباء عالميا، لكن وعلى اثر الأحداث الأخيرة المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم على مستوى انتشار هذا الفيروس، رفعت منظمة الصحة العالمية مرتبة تفشي هذا الفيروس من درجة وباء إلى درجة جائحة.

الفاشية والوباء والجائحة

من وباء إلى جائحة: ما الفرق؟ وما الذي حدث؟

يمكن القول أن إعلان منظمة الصحة العالمية عن جائحة كورونا جاء بعد تفشي الفيروس في العديد من البلدان حول العالم، وإصابة عشرات بل ومئات الآلاف به، مما دعا رئيس المنظمة إلى الخروج علناً، والتصريح بأن الفيروس أصبح يشكل جائحة عالمية، ويعتبر هذا التصريح إقراراً واضحاً بأن الأمور قد خرجت عن السيطرة، وأن أعراض فيروس كورونا المستجد انتشرت في جميع أنحاء العالم، وتسببت في إصابة السكان بنسب مرتفعة جداً.

ولكن يختلط لدى الكثيرين من القراء هذان المفهومان، والمفاهيم الأخرى المشابهة والقريبة منها، ومنذ الوهلة الأولى يتبادر إلى أذهاننا تساؤل مهم حول الفرق بين الوباء والجائحة؟ وما الفروقات المميزة بينهما؟ وخاصة بعد أن باتت تثار تساؤلات عديدة حول استخدام المصطلح الصحيح لوصف انتشار المرض.

وقد برزت مصطلحات قديمة أصبحت تستعمل في مواقع التواصل الاجتماعي من مثل الطاعون والبلاء، إلى جانب مصطلحات حديثة، علمية وطبية تم حصرها في ثلاثة مصطلحات طبية للتعبير عن انتشار أي مرض، وهي التفشي والوباء والجائحة، وتختلف هذه المصطلحات كلها على التوالي من حيث قوة الانتشار وسرعته.

فما الفرق بين تفشى المرض والوباء والجائحة، من جهة وبين الطاعون والبلاء من جهة أخرى؟ وماذا يعنى كل منها؟

ـ تفشي المرض أو ما يقابله باللغة الأجنبية ب outbreak

التفشي هو الانتشار والارتفاع المفاجئ، وتفشي المرض يعني ارتفاع عدد حالات المرض بشكل مفاجئ في مجتمع معين أو في منطقة جغرافية محددة، وقد يصل الانتشار والارتفاع إلى العديد من الدول، ويستمر لبضعة أيام أو عدة أسابيع، أو حتى لعدة سنوات.

ـ الوباء أو ما يقابله باللغة الأجنبية ب Epidemic

الوباء هو ظهور حالات أمراض معدية في دولة أو مجموعة دول صغيرة متجاورة، ويكون على مساحة جغرافية أكبر، وينتشر بصورة سريعة بين الناس.

وتعرف منظمة الصحة العالمية الوباء العالمي بأنه: مرض ينتشر على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، ومن شأنه أن يكون مكلفاً بتداعيات سياسية واقتصادية كبيرة.

ويعرف المركز الدولي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، الوباء بأنه تفشي المرض وانتشاره بسرعة، ويؤثر على عددٍ كبير من الأفراد في وقتٍ واحد، ويحدث هذا التفشي عندما تزداد الحالات المصابة بالمرض بشكلٍ سريع على مستوى مجتمع محلي، أو منطقة جغرافية واحدة، وفي بعض الحالات يمتد ليشمل بعض البلدان.

ـ الجائحة أو ما يقابله باللغة الأجنبية ب pandemic

الجائحة هو تفشي المرض في منطقة جغرافية أوسع من الوباء وبشكل يؤثر كثيرا على نسبة عالية من السكان، ويصل الأمر إلى حد فقدان السيطرة على المرض، وهو مصطلح يستخدم عادة على نطاق واسع لوصف أي مشكلة خرجت عن نطاق السيطرة.

بحسب أقوال الدكتور أندريس روميرو المختص في علم الأمراض المعدية في مركز سانت جون الصحي في سانتا مونبك في كاليفورنيا فالجائحة هي مشتقة عن الوباء، ولكنها تؤثر على نطاق جغرافي أوسع، كأن يصيب بلدا بأكملها أو الكوكب بأسره، وتكون الغالبية العظمى معرضة للعدوى، كما في حالة فيروس كورونا في وقتنا الحالي.

الجائحة تؤثر على عدد أكبر بكثير من الأفراد، بفعل ظهور حالات لأمراض معدية في أكثر دول العالم يصعب السيطرة عليها، وعادة ما تكون بسبب فيروس جديد، أو فيروس غير مألوف بالنسبة للأجسام المضيفة، بسبب عدم تعرضها له لفترة طويلة، ومما يزيد من خطورة الوضع، هو أن الجائحات عادة ما تكون سبباً لحدوث المشاكل المجتمعية والأمنية، بالإضافة للخسائر الاقتصادية، والتسبب بالكثير من الوفيات، مما يهدد صحة الناس ويتطلب إجراء تدابير طبية سريعة، وخطط عاجلة لإنقاذ البشر.

ـ أمثلة على الجائحة:

الانفلونزا الإسبانية سنة ما بين 1918-1919 التي قتلت ما يزيد على 50 مليون شخص، وكان واحد من أكثر الأوبئة المدمرة في تاريخ العالم المسجل، وتعد إنفلونزا H1N1 عام 2009 أحدث جائحة عالمية.

ـ توضيح وإشارة لا بد منها:

ومما يجب الإشارة إليه أن مصطلح الوباء والجائحة يطلقان على الأمراض المعدية فقط، فلا تعتبر الأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب أو السكر أو غيرها وباء أو جائحة.

وفي الحقيقة، عندما يتم الإعلان عن جائحة، فإن كل التقييم الأساسي لها ليس بشدة الإصابة بالمرض أو الفيروس، وإنما بسرعة انتشاره بين الناس، وبالتالي فاعلان منظمة الصحة العالمية كان بمثابة تصريح عالمي وتحذير للحكومات والشعوب باتخاذ أقصى إجراءات الحماية والوقاية والاستنفار الكامل، وتسخير كامل المقدرات الصحية واللوجستية اللازمة، حتى تتغلب الدول على هذه الأزمة.

وقد يتفشى المرض بشكلٍ كبير خلال الوباء، إلا أنه قد يمر دون أن يعرف به الناس، إلا عندما يكونوا على اتصال مباشر معه أو مع المصابين به.

ومن أمثلة الأوبئة التي تفشّت في العقد الأخير، ولم يعرف عنها الناس الكثير، نذكر تفشي فيروس زيكا الذي حدث بين عامي 2016 و 2017، حيث انتقل عبر البعوض في المناطق المدارية، كذلك تفشي مرض إيبولا الذي حدث ما بين عامي 2014 و 2016 في غرب أفريقيا، حيث كان من أكثر الأمراض انتشارا واتساعا بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية.

- خاتمة:

وفي الختام، نشير إلى أن التاريخ القديم والحديث يذكر أن هناك العديدَ من الأحداث والأمراض والجائحات التي اجتاحت كوكب الأرض وغزت البشرية، وفي كل مرة كان يعتقد الناس بأنها نهاية العالم، لكن الكوكب يكافح ويصمد ويعود مجددا، ويتعافى كثير من الناس ويعودون إلى حركتهم المعتادة وضجيجهم المألوف على كوكبنا الأزرق، إلا من رحم ربك قد يتوب ويستوعب الدرس جيدا ويعرف أن هذه الحياة فانية ولا تدوم، وما هي إلا ممر وعبور من دار الفناء إلى دار البقاء.
ـــــــــــــــ
كن جزءا في مجتمع ملفات دوت كوم لنقرأ ونرتقي من كل فن طرف مفيد وممتع ومربح، وبنقرة واحدة انضم الينا:
المرجع: موقع منظمة الصحة العالمية ومواقع إلكترونية أخرى.