قصة طفل عصبي وحيلة المسامير والعبرة من القصة
قال له والده (حسنت يا بني أنت الآن شخص تتحكم في نفسك وفي أعصابك ولكن مهمتك لم تنتهي بعد) استغرب الولد وقال وماذا افعل بعد ذلك يا أبي؟ قال الأب (كل يوم يمضي ولم تغضب ولم تزعج أو تجرح أو تظلم فيه أحدا انزع مسمارا من ذلك السور. مضت الأيام واستمر الولد في نزع المسامير في كل يوم لا يؤذي فيه أحدا إلى أن وصل اليوم الذي نزع فيه الولد آخر مسمار في ذلك السور، فطار الولد من الفرح وذهب إلى والده ليخبره بذلك.
وعندئذ اخذ الأب
ابنه إلى السور وقال: أحسنت يا بني فأنت لم تصبح شخص متحكم في أعصابك فقط ولكنك أصبحت
شخص طيب ولا تؤذي أحدا. ولكن انظر إلى الثقوب في السور التي خلفتها تلك المسامير.
لقد استطعت يا بني أن تنزع المسامير التي طرقتها
ولكنك لا تستطيع محو تلك الثقوب التي تركتها المسامير، وكذلك هم البشر يا بني عندما تجرح احدهم فأنت
تطرق مسمارا في قلبه قد تستطيع أن تعتذر وتنزع ذلك المسمار ولكنك لن تنزع أثره
وسيبقى ذكرى مؤلمة في حياة ذلك الشخص لذلك
يا بني لا تجرح الآخرين أو تؤذيهم بكلماتك فانك لن تستطيع محو ذلك الجرح إلى الأبد.
"أنت
إن استطعت أن تخرج سكينا من جوف احدهم بعد أن طعنته بها، وقد تركت بقلبه جرحا
غائرا، قد يلتئم تاركا مكانه أثرا، فلا
عليك بعدها أن تتأسف له، فكم من مرة ستتأسف وتعتذر على ما فعلت ولكن ذلك الجرح
لازال موجودا" .
"
يا بنى، إن جرح اللسان أقوى من جرح الأبدان،
والأصدقاء الصالحون والحقيقيون جواهر نادرة، هم يبهجونك ويساندونك، هم
جاهزون لسماع شكواك في اى وقت تحتاجوه فيه إليهم، هم بجوارك وقلوبهم مفتوحة لك،
لذا فلتبين لهم مدى حبك لهم ".