-->

نهاية العالم في حضارة المايا وقيام الساعة في الدين الاسلامي


نهاية العالم عند شعب المايا خرافة علمية وأسطورة الأولين:
21/12/2012، انه تاريخ ليس بالعادي ولا استثنائي، حيث أن  هذا التاريخ شغل في الآونة الأخيرة، بال الكثير من الناس في مختلف أرجاء العالم، وزرع الخوف في كثير من القلوب، لأنّ حضارة "المايا" أعلنته يوما لنهاية العالم، لكنّ هذا اليوم شرف على الانتهاء ولم تبق فيه الا دقائق معدودة، وما زالت الشمس تشرق من مكانها المعتاد، ولم تحدث النهاية المزعومة، التي صارت الآن، حتى في أذهان أشدّ المؤمنين بها، مجرد خرافة وأسطورة.
نهاية العالم في حضارة المايا
حضارة المايا ونهاية العالم:
قبل أزيد من خمسة آلاف سنة٬ تنبأ قدماء شعب المايا بوقوع حدث جلل بين الحادي والعشرين والثالث والعشرين من دجنبر 2012 سيكون الشرارة الأولى التي تبيد الحياة على وجه الأرض. أياما قبل هذا التاريخ٬ أطلقت النبوءة إحساس الفزع من الموت لدى الناس الميالين للتصديق٬ لكنها في الآن نفسه دفعت بآلاف الفضوليين إلى القدوم إلى موطن قدماء المايا لتخليد اللحظة.
وترجع أصول النبوءة إلى الحساب الفلكي الذي أتقنه وطوره شعب المايا٬ إذ وضعوا رزنامة زمنية تنطلق من سنة 3114 قبل الميلاد٬ فقسموا الزمن إلى وحدات "باكتون"٬ تتكون كل وحدة من حوالي 394 سنة. ويصادف يوم الجمعة 21 دجنبر نهاية الباكتون الثالث عشر٬ صدفة تجمع بين يوم الجمعة والرقم 13 الذي يعني الشؤم والشر لدى العديد من الثقافات الغربية بالعالم.
وأكد الأستاذ بمعهد التحقيقات التاريخية بالجامعة المستقلة للمكسيك أنتونيو جوهانسون٬ في تصريحات صحافية٬ أن المايا لا يعتمدون التواتر الخطي للزمن حتى يمكن التنبؤ بنهايته كما هو حاصل لدى جل الشعوب الغربية٬ بل الزمن لدى المايا عبارة عن دورات متصلة.
وأوضح أن أصل النبوءة هو مجرد قراءة خاطئة للوحة حجرية حائطية بالكتابة الهيلوغريفية تعرف باسم "معلمة توتوغيرو" في محافظة تباسكو بجنوب شرق المكسيك٬ مبرزا أن اللوحة تتحدث بكل بساطة عن نهاية حقبة الباكتون الثالث عشر وبداية حقبة الباكتون الرابع عشر، وليس نهاية العالم.
بأصوات بدون صدى كبير٬ يصرخ علماء التاريخ والآثار المهتمين بحضارة المايا أن نبوءة "نهاية العالم" هو مجرد خطأ في قراءة النصوص الهيروغليفية الموروثة عن قدماء شعب المايا الذين تحدثوا عن نهاية حقبة "باكتون" وبداية أخرى.
نبوءات شعب المايا وتشجيع السياحة:
اعتبرت هذه النبوءة الوسيلة الاكثر نجاحا لتحريك السياحة ببلدان امريكا الوسطى، حيث  عقد الآلاف السياح الغربيين والأسيويين المنجذبين إلى سحر الأسطورة العزم على قضاء عطل أعياد الميلاد بمهد نبوءة المايا في واحدة من بلدان أمريكا الوسطى لمشاطرة اللحظة مع أحفاد هذا الشعب الذي ارتبطت معيشته بشكل وثيق مع الأجرام السماوية وحساب الفلك.
في المكسيك حيث خمس محافظات جنوبية تدخل ضمن العالم القديم للمايا٬ سنت الحكومة برنامج احتفالات لاستقطاب 52 مليون سائح أجنبي ووطني خلال سنة 2013 عبر تنظيم حوالي 600 حدث بمختلف المناطق الاثرية من أجل التعريف بهذه الحضارة البائدة التي عاشت أوجها بين أواسط القرن الثالث وبداية القرن العاشر الميلادي.
وتراهن المكسيك على الحدث من أجل الدفع بعجلة السياحة من جديد والرفع من نسبة الوافدين الأجانب إلى أكثر من 23 مليون سائح الذين زاروا البلد خلال سنة 2011. وقبيل الواحد والعشرين من دجنبر٬ بلغ معدل ملء الفنادق بمنطقة كانكون السياحية على سبيل المثال 90 في المائة.
أما غواتيمالا٬ فتأمل في استقبال ما بين 150 ألف و 200 ألف سائح خلال الأيام المتبقية من شهر دجنبر عبر وضع برنامج احتفالات تشارك فيه 13 مستوطنة منحدرة من شعب المايا القديم. ولم يفت الحكومة ان تصدر توضيحا أن هذه الاحتفالات هي لتخليد الانتقال إلى الباكتون الرابع عشر وليس إيذانا بنهاية العالم.
وفي عدة بلدان التي تضم مستوطنات صغرى لأحفاد المايا كبيليز وهندوراس وسلفادور وبنما٬ ستنظم احتفالات صغرى لاستقبال الباكتون الرابع عشر وفق التقويم الزمني للمايا٬ الذي انتقل من رزنامة لحساب الزمن إلى رزنامة لنهاية العالم بسبب "قراءة خاطئة"٬ خطأ لولاه لما رأت النور أعمال أدبية وفنية وليدة خيال أدباء وسينمائيين وأشخاص عاديين من المؤمنين بالأساطير والنبوءات.
 فما هو السسب الرئيسي من هذه الضجة والفزع والخوف الذي احدثته وتصديق وايمان العديد من الشعوب بها؟
ان السبب الأول والرئيسي الذي جعل "نبوءة" حضارة المايا تسيطر على العقول، يتجلى فى العديد من العوامل المؤثرة، ولعل اهمها هو :
--- الفراغ الروحي المزمن، الذي يعود إلى النقص الكبير في الإيمان، وهو ما يؤدّي إلى نقص روحي يفضي بدوره إلى حدوث نقص كبير على مستوى الطمأنينة والسكينة، ومن ثمّ يسيطر الخوف على الإنسان. ولعل عدم الاعتقاد في الله والإيمان بربوبيته المطلقة، إضافة إلى الجهل بأمور الدين، هي التي تؤدّي بالناس إلى الاعتقاد بمثل هذه الخرافات.
--- الجهل بأمور الدين و ضعف الإيمان.
--- نشر وسائل الاعلام الوطنية والدولية لمثل هذه الخرافات والاساطير.
--- تسخير وسائل الاعلام للقضية للتعريف بحضارة المايا.
--- المصلحة المادية المتمثلة في تشجيع السياحة ببلدان امريكا الوسطى.
--- نشر التعليم الوطني والمحلي لمثل هذه الاكاذيب والاشاعات، في حقيقة الامر لم اكون اعرف أي شيء عن هذا الموضوع وتببوءات شعب المايا حول نهاية العالم في 21/12/2012 الا من طرف افراد عائلتي المتابعين دراستهم في الاعدادي والابتدائي. ولعل اهتمام الصغار بهذا الموضوع انما يدلّ على أنّ الأساتذة المكلفين بتربية وتوعية التلاميذ يغطون في نوم عميق، إذ كيف يعقل أن يتركوا التلاميذ الصغار في حيرة من أمرهم، بين مصدّق ومكذّب، دون أن يدلّوهم على مقوّمات عقيدتهم الإسلامية؟. لأن المفروض في المسلم أن يبلّغ للآخرين رسالة الله الحقّة، ومن المفروض كذلك في مربي الاجيال الصاعدة أن يتحرى مدى صحة الاشياء من عدمها ويغرس في الناشئة روح البحث والتقصي واعتماد الاسس العلمية والدينية...
وانّ الإسلام قد حسم في موضوع الساعة، التي لا يعلم بها إلا الله، ولعل انتشار مثل هذه الخرافات العلمية واساطير الاولين يمكن اعتباره ضمن خانة علامات الساعة الصغرى. كيف ذلك؟ عبر ظهور الجهل وانتشار الفتن وغيره من علامات الساعة الصغرى والكبرى الواردة في ديننا الاسلامي الحنيف.
قيام الســـاعة وعلامتها الصغرى والكبرى في الإسلام:
علامات الساعة في الدين الإسلامي هي مجموعة من الظواهر والأحداث يدل وقوعها على قرب وقوع يوم القيامة. قال تعالى: (فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم) [محمد:18].
استفهام إنكاري يضعه رب العزة سبحانه أمام المكذبين باليوم الآخر الذي يعود فيه الخلق إلى ربهم للحساب والاستفهام هو ما الذي ينتظره المكذبون! أينتظرون الساعة وهي آتية لا ريب فيها، وقد جاءت علاماتها الدالة على اقترابها.
فما الساعة؟ وما علاماتها الصغرى والكبرى؟ وما موقف المسلم منها؟
الساعة: اسم من أسماء يوم القيامة والحساب، وهو اسم يدل على الإيقاظ بعد النوم والانتباه بعد اليقظة، وينبغي أن تعلم:
أن وقت قيام الساعة من أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله تعالى ومن ادعى ذلك فهو كاذب، قال تعالى: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو) [الأعراف:187].
وأن وقت قيامها قد اقترب، قال تعالى: ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) [القمر:2]. وللحديث: ((بعثت أنا والساعة كهاتين))(1).
 وقد قسم العلماء المسلمون العلامات إلى قسمين :
--- علامات الساعة الصغرى.
--- علامات الساعة الكبرى.
علامات الساعة الصغرى وهي:
 إن للساعة علامات صغرى تدل على اقترابها حتى يشمر السالكون الصادقون ويزداد المؤمنون يقينا بصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما أخبر عنه، ومن هذه العلامـــــات الصغرى:
1--- كثرة الفتن: للحديث: ((يكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا))(2).
والوصف النبوي للفتن كقطع الليل المظلم ففي الظلام يفتقد العبد الوجهة الصائبة، ويكون العثار والسقوط والارتطام، للفرد والجماعة والأمة والعالم والجاهل، وترى من يكون نعلا لأقدام الطغاة محللا أو محرما يبيع دينه من أجل الفتات الذي يقذفه له السلطان فنسأل الله العافية.
2--- فساد الخلق: للحديث: ((إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: إذا كان المغنم دولا والأمانة مغنما والزكاة مغرما، وأطاع الرجل زوجته، وعقّ أمه، وبرّ صديقه وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وشرب الخمر، ولبس الحرير، واتخذت القينات والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء أوخسفا و مسخا))(3).
3--- فساد سياسي: أن يتولى الأمر السفلة الخونة الأراذل للحديث: ((إذا ضاعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: وكيف إضاعتها؟ قال: إذا وسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة))(4).
4--- السعداء هم اللئام الذين لا تشغلهم إلا أنفسهم للحديث: ((لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع))(5).
5--- أن ينسى الناس ربهم للحديث: ((لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله))(6).
6--- شيوع الزنا وهوان المرأة: للحديث: ((لا تقوم الساعة حتى توجد المرأة نهارا تنكح وسط الطريق لا ينكر ذلك أحد فيكون أمثلهم يومئذ الذي يقول: لو نحيتها عن الطريق قليل، فذلك فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم))(7).
7--- ذهاب الصالحين: ويتمنى المؤمن الموت مخافة على دينه أن يفتن فيه للحديث: ((يقبض الصالحون الأول فالأول ويبقى حثالة كحثالة التمر والشعير لا يعبأ الله بهم شيئا))(8). وللحديث: ((والذي نفسي بيده، لا تمر الدنيا حتى يمر الرجل بالقبر، فيتمرغ عليه ويقول: يا ليتني مكان صاحب هذا القبر وليس به الدّين، ما به إلا البلاء))(9).
8--- كثرة القتل واستباحته: للحديث: ((لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج، قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل القتل))(10).
9--- النفاق في العلائق وقطعية الأرحام: للحديث: ((إذا الناس أظهروا العلم وضيعوا العمل، وتحابوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب وتقاطعوا في الأرحام لعنهم الله عند ذلك فأصمهم وأعمى أبصارهم))(11).
10--- كثرة الزلازل: للحديث: ((لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل))(12).
11--- ظهور أدعياء للنبوة: ((لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا دجالا كلهم يزعم أنه رسول الله))(13).
12--- ذهاب بركة الأوقات: للحديث: ((لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كالضرمة بالنار))(14).
------------------
([1])البخاري ومسلم.
([2])أخرجه الترمذي.
([3])أخرجه الترمذي.
([4])أخرجه الترمذي.
([5])أخرجه الترمذي.
([6])أخرجه الترمذي.
([7])الطبراني.
([8])أخرجه البخاري.
([9])البخاري.
([10])أخرجه مسلم.
([11])ابن أبي الدنيا.
([12])البخاري.
([13])رواه أبو داود.
([14])أخرجه الترمذي.
------------------
علامات الساعة الكبرى وهي :
وأما العلامات الكبرى: فقد جاءت مجملة في أحاديث ومفصلة في أخرى.
وأنها عشر أمارات للحديث: ((إنه لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات: فذكر الدخان، والدجال والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى بن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاث خسوفات: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم))(15).
وعلى هذا فالعلامات الكبرى عشر نجملها بشرح مختصر فيما يلي:
--- الدخــــان:
 وذلك بأن يخرج دخان فيأخذ المؤمن كهيئة الزكام ويدخل في مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالرأس المشوي على الجمر.
--- الدجــــــال:
أ- أعظم فتنة للحديث: ((ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أكبر من الدجال))(16).
ب- وأنه أعور للحديث: ((ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وأن بين عينيه مكتوب كافر))(17).
قال ابن الأثير: وسمي الدجال بالمسيح لأن إحدى عينيه ممسوحة والدجال لأنه يلبس الحق بالباطل.
ج- أنه يدعي الألوهية للحديث: ((معه جنة ونار  فناره جنة وجنته نار))(18).
د- تسخر له الجن والسماء والأرض زيادة في الفتنة للحديث: ((يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم، فيتمثل له الشيطان في صورة أبيه وأمه فيقولان: يا بني اتبعه فإنه ربك، فيأتي على القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم: فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم))(19).
هـ- أن يهبه الله إمكانية القتل ودعوة المقتول إلى الاستواء فيستوي زيادة في الفتنة للحديث: ((ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين، ثم يقول له: قم فيستوي قائما))(20).
و- ومكوثه في الأرض أربعون للحديث: ((قلنا: يا رسول الله وكم لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يوما))(21).
ز- للنجاة منه: أن تقرأ فواتح سورة الكهف للحديث: ((فمن أدركه منكم فليقرأ عليه بفواتح الكهف فإنها جواركم من فتنته))(22).
--- الدابــــــة:
قال تعالى: ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) [النمل:82]. وهي دابة عظيمة ورد في صفتها أقوال كثيرة، تخرج عند فساد الناس وأنها تسم الناس المؤمن والكافر فيبيض وجه المؤمن كأنه كوكب دري ويكتب بين عينيه مؤمن وتسم الكافر فيسود وجهه فيكتب بين عينيه كافر حتى أن المؤمن يقول: يا كافر أقضِ حقي. ويقول الكافر يا مؤمن أقضِ حقي(23).
--- طلوع الشمس من مغربها:
للحديث: ((لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون فذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا))(24).
قال ابن عمر: فيذهب الناس فيتصدقون بالذهب الأحمر فلا يقبل منهم ويقال: لو كان بالأمس وقال ابن عباس: والغافلون في غفلتهم إذ نادى مناد ألا إن باب التوبة قد أغلق(25).
--- نزول عيسى بن مريم عليه السلام:
 للحديث: ((والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير ويضع الجزية))(26).
--- هلاك الدجال على يد المسيح عليه السلام
 للحديث: ((فيطلبه حتى يدركه بباب لُدّ فيقتله))(27).
--- مكوثه أربعين سنة:
للحديث: ((ينزل عيسى بن مريم فيمكث في الناس أربعين سنة))(28). ((ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون ويدفن في الحجرة الشريفة فيكون قبره رابعا))(29).
--- يعيش الناس في خير عظيم وأمان يسع الجميع:
 قال ابن مسعود: يقول الرجل لغنمه ودوابه اذهبوا فارعوا وتمر الماشية بين الزروع لا تأكل منه سنبلة والحيات والعقارب لا تؤذي أحدا والسبع على أبواب الدور لا يؤذي أحدا ويأخذ الرجل المد من القمح فيبذره بلا حرث فيجيء منها سبعمائة مد.
--- يأجوج ومأجوج:
قال تعالى: ( حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون ) [الأنبياء:96].
أ- خلق من ولد آدم يعيثون في الأرض فسادا، وقد بنى عليهم ذو القرنين سدا، قال تعالى: (قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا ) وما زالوا يحفرون في السد حتى يخرقونه فيخرجون إلى الناس وعيسى عليه السلام يحدث المؤمنين عن منازلهم في الجنة: ((إذ أوحى الله إلى عيسى أنه قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج فيخرجون على الناس))(30).
من إفسادهم أنهم يعملون القتل في الناس بل يتحدون من في السماء للحديث: ((فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض فلنقتل من في السماء فيرمون بنشابهم إلى السماء فيردها الله عليهم مخضوبة دما))(31). وذلك للفتنة والبلاء.
ب- هلاكهم بالدود يرسل إليهم للحديث: ((فيرسل عليه النغف في رقابهم وفي رواية دودا كالنغف في أعناقهم (ويكون في أنوف الإبل والغنم) فيصبحون موتى كموت نفس واحدة لا يسمع لهم حس))(32).
ج- غسيل الأرض من جيفهم وزهمهم للحديث: ((فيهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم أي شحمهم ونتنهم أي ريحهم من الجيف فيؤذون الناس بنتنهم فيرسل الله طيرا كأعناق البخت (نوع من الإبل طوال الأعناق) فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة (أي المرآه)))(33).
د- البركة تعم الناس للحديث: ((ثم يقال للأرض: انبتي ثمرك، وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة (الجماعة) من الرمانة ويستظلون بقحفها))(34).
--- خسف بالمشرق.
--- خسف بالمغرب.
--- خسف بجزيرة العرب.
ويذكر صاحب كتاب الإشاعة لأشراط الساعة أن الخسوفات قد وقعت، فالله أعلم(35).
--- نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم:
 للحديث: ((ستخرج نار من حضرموت، أو من بحر حضرموت، قبل القيامة تحشر الناس، قالوا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: عليكم بالشام))(36).
--------------------
([15])رواه مسلم وأبو داود.
([16])رواه مسلم.
([17])رواه البخاري.
([18])رواه مسلم.
([19])رواه مسلم.
([20])رواه مسلم.
([21])رواه مسلم.
([22])رواه مسلم.
([23])الإشاعة في أشراط الساعة ص 175.
([24])رواه البخاري.
([25])أشراط الساعة ص 166.
([26])البخاري ومسلم.
([27])رواه مسلم.
([28])الطبراني وابن عساكر.
([29])البخاري في تاريخه.
([30])رواه مسلم.
([31])رواه مسلم.
([32])رواه مسلم.
([33])رواه مسلم.
([34])رواه مسلم.
([35])الإشاعة ص 49.
--------------------
موقف المسلم من علامات الساعة:
أن تستشعر هول المطلع، وقرب اللقاء بجبار الأرض والسماء سبحانه، فلا تغتر بالدنيا الزائلة، والجاه الزائف، والملك الهاو، فإنما هي أحلام نائم، ولابد من يقظة، فإما إلى جنة وإما إلى نار:
والله لو عاش الفتى في دهره ***** ألفاً من الأعوام مالك أمره
متنعما فيهـا بكـل نفيسـة *****  أبدا ولا ترد الهموم بباله
ما كان هذا كله في أن  يفي *****  بمبيت أول ليلـة في قبره
أن تعدّ للأمر عدته، فلا تمضي منك الساعات والأيام والسنون وأنت لاه غافل مستغرق في الترهات والسفاسف، منصرفا عن إعداد الزاد ليوم التناد، تتنازعك الأهواء، ورغبات النفس الخاطئة الأمارة بالسوء، تستهويك مجالسة الفارغين في قتل الوقت بما لا يجديك يوم الحساب والدين، فاستيقظ من رقدتك وانتبه من غفلتك، فعلامة الخوف الحق إنما هو التبكير والتشمير للحديث: ((من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا أن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله هي الجنة))(37).
أن تكون حذرا من أن تكون مستغفلا فتدور بك الفتن، فتكون مؤيدا لفاجر استخف الدهماء بكلامه، ورفع شعار الإسلام بيد تقطر منها دماء المسلمين، وكم رأينا ممن حرم التوفيق والسداد فلم ينتفع بعمله أو كان الدرهم والدينار إلها له من دون الله فباع آخرته بدنيا غيره، ورضي بلعاعة من الدنيا لا تسمن ولا تغني من عذاب الله شيئا، والزم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الفتن إذ يقول: ((ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي))(38).
فليس هي أبواب طاعة حتى تتعجل فاثبت وتريث ومحّص، واستشر أصحاب القلوب ومخافة الرحمن، واحذر علماء اللسان فإنهم جهال.
 وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
-------------------
([36])أخرجه الترمذي.
([37])الترمذي وقال حديث حسن.
([38])رواه البخاري.
-------------------
المرجع:
مصدر المعلومات المتعلقة بموضوع علامات الساعة الصغرى والكبرى من خطبة: هاشم محمد علي المشهداني المنشورة في اسلام دور والمتعلقة بموضوع حضارة المايا هو منارة ومغرس..
والله اعلــــــــــــــــــم.