-->

اليكم قصيدة رائعة للشاعر خليل مطران بعنوان المساء

قصيدة شعرية رائعة
اليكم القصيدة الرائعة للشاعر خليل مطران بعنوان المساء.
قالها الشاعر وهو عليل بمدبنة الاسكندرية بمصر.
---------------------------------
1- داءٌ أَلَمَّ فخِلْتُ فيه شفائـي من صَبْوتي فتضاعفَتْ بُرَحَائي
2- يا للضَّعيفين! استبدّا بي ومـا في الظُّلمِ مثلُ تحكُّمِ الضّعفاءِ
3- قلبٌ أذابتْهُ الصَّبَابةُ والجَـوَى وغِلالةٌ رثَّتْ منَ الأدواءِ
4- والروحُ بينَهما نسيمُ تَنَهُّـدٍ في حالَيِ التَّصْويبِ والصعداءِ
5- والعقل كالمصباحِ يغشى نورَهُ كَدَرِي ويُضْعِفُهُ نَضُوبُ دمائي
6- هــذا الذي أبْقَيْتِهِ يامُنْيـتي من أضْلُعي وحُشَاشَتِي وذَكـائي
7- عمرينِ فيكِ أضعْتُ لو أنصفْتِني لم يَجْدُرَا بتأسُّفي وبكـائي
8- عمرَ الفتى الفاني وعمرَ مخلَّـدٍ ببيانِهِ لولاكِ في الأحــياءِ
9- فَغَدَوْتُ لم أنْعَمْ كذي جهلٍ ولم أغْنَمْ كذي عقلٍ ضمانَ بقـاءِ
10- ياكوكباً من يهتدي بضيائِـهِ يهديهِ طالعُ ضِلَّةٍ ورِيَـاءِ
11- يامورداً يسقي الورودَ سرابُـهُ ظمأً إلى أن يهلِكُوا بِظَـمَاءِ
12- يازهرةً تُحْيي رواعيَ حُسْنِهَا وتُميتُ ناشِقَها بلا إِرْعَـاءِ
13- هـذا عتابُكَ غيرَ أني مخطـئٌ أيُرَامُ سَعْدٌ في هوى حسـناءِ؟
14- حاشاكِ،بل كُتِبَ الشَّقاءُ على الورى والحبُّ لم يبرحْ أحبَّ شقــاءِ
15- نعم الضلالةُ حيث تؤنسُ مقلتي أنوارُ تلك الطلعةِ الزهــراءِ
16- نعمَ الشّفاءُ إذا رويتُ برشفةٍ مكذوبةٍ من وهمِ ذاك المــاءِ
17- نعمَ الحـياةُ إذا قضيتُ بنشقةٍ من طيب تلك الروضةِ الغنّــاءِ
18- إنّي أقمتُ على التَّعِلَّةِ بالمـنى في غربةٍ قالوا: تكونُ دوائــي
19- إن يشفِ هذا الجسم طيب هوائهـا أَيُلطِّفُ النيرانَ طيبُ هــواءِ؟
20- أو يُمْسِكِ الحوباءَ حسنُ مقامِهـا هل مسكةٌ في البُعْدِ للحــوباءِ؟
21- عَبَثٌ طوافي في البلادِ وعِلَّــةٌ في عِلَّةٍ منفـايَ لاسْتِشْـفَاءِ
22- مُتَفَرِّدٌ بصــبابتي، متفــرِّدٌ بكآبــتي، متفرِّدٌ بعنــائي
23- شاكٍ إلى البحرِ اضطراب خواطري فيُجيبُني بريـاحِهِ الهوجـاءِ
24- ثاوٍ على صخرٍ أصمَّ وليتَ لي قلباً كهذي الصخرةِ الصَّـمَّاءِ
25- يَنْتَابُها موجٌ كموج مكارِهـي ويَفُتُّهَا كالسُّقْمِ في أعضـائي
26- والبحرُ خفَّاقُ الجوانبِ ضائقٌ كمداً كصدري ساعةَ الإمساءِ
27- تغشى البريّةَ كدْرَةٌ وكأنَّهـا صَعِدَتْ إلى عَيْنيَّ من أحشــائي
28- والأفقُ مُعْتَكِرٌ قريـحٌ جَفْنُهُ يُغضي على الغَمَراتِ والأقذاءِ
29- يا للغُرُوبِ ومابهِ من عِبْرةٍ للمُسْتَهَـامِ! وعِبْرَةٍ للرّائـي!!
30- أوليسَ نزْعاً للنَّهار وصَرْعةً للشَّمسِ بينَ مـآتمِ الأضـواءِ؟
31- أوليسَ طمساً لليقينِ ومبعـثاً للشَّكِّ بينَ غـلائلِ الظَّلْمَـاءِ؟
32- أوليسَ محواً للوجودِ إلى مـدىً وإبـادةً لمعـالم الأشيـــاءِ؟
33- حتى يكونَ النّورُ تجديداً لـها ويكونَ شِبْهَ البعثِ عَوْدُ ذُكاءِ
34- ولقد ذكرتُكِ والنَّهارُ مـودِّعٌ والقلبُ بينَ مَهَـابَةٍ ورجــاءِ
35- وخواطري تبدو تُجاهَ نواظري كَلْمَى كداميةِ السّـحاب إزائـي
36- والدمعُ من جفني يسيلُ مُشَعْشِعاً بسَنَى الشّعـاعِ الغاربِ المترائـي
37- والشمسُ في شفقٍ يسيلُ نُضَارُهُ فَوقَ العقيقِ على ذُرىً ســوداءِ
38- مرَّتْ خـلالَ غمامتينِ تحدُّراً وتقطَّـرَتْ كالدمعـةِ الحمـراءِ
39- فكأنّ آخـرَ دمعةٍ للكونِ قد مُزِجَتْ بآخـرِ أدْمُعِـي لرثائـي
40- وكأنّني آنستُ يوميَ زائـلاً فرأيتُ في المـرآةِ كيف مسائـي.
الشرح:
- الصبوة: شدّة الشوق والحبّ.
- البرحاء: اشتداد المرض.
- الضعيفان: القلب والجسم.
- الصبابة: الحبّ الشديد.
- الغلالة: الثوب الرقيق، والمراد: الجسم.
- التصويب: الانخفاض والهبوط.
- الكدر: مايخالط النفس من حزن.
- الرواعي: العيون التي ترعى.
- بلا إرعاء: بلا إبقاء عليه.
- التعلة: التلهي والتسلّي.
- الإمساء: الدخول في المساء.
- قريح: جريح.
- الغمرات: الشدائد.
- الأقذاء: الأوساخ.
- ذكاء: الشمس.
-------------------------
أخي الكريم شكرا لزيارتك لموقعنا، ويسرنا كثيرا أن تزورنا في كل مرة، وحرام تنسونا بالمرة.
وإذا أعجبك هذا الموضوع، يمكنك بنقرة واحدة تحميله أسفله: