-->

رسالة طريفة ومضحكة من إرهابي إلى حبيبته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحية حب شديدة الانفجار تنسف بيت اهلك وتقذفه ركاما على بيت جيرانكم الأعزاء.
تحية غرام مدمرة تزلزل قلبك الحنون المفعم بمعاني النسف والتفخيخ.
تحية هيام عنقودية إلى عيونك التي تشع بلهيب قذائف الهاون الدافئة في فصل الصيف.
رسالة طريفة
أما بعد:
فهذه رسالتي السابعة والسبعون غير المفخخة لك خلال هذا الأسبوع، واعذريني على قلة رسائلي، بسبب الظروف الأمنية الصعبة. أرجو أن تعلمي علم اليقين الذي لا يزلزله قصف الـ.اف.16 بأنني لن اسمح للعذال من الجواسيس والعملاء أن يفرقوا بيني وبينك، ولن اسمح للحواجز الكونكريتية أن تحول بيني وبينك، وسأصبر وانتظر ساعة لم شملي بك كما ينتظر أفراد تنظيم القاعدة مرور عضو بارز في الحكومة.
آه لو تعلمين يا حبيبتي، كيف نسفتِ نياط قلبي بنظراتك المفخخة عندما رأيتك أول مرة في طريق مطار بغداد الدولي وأنت تزرعين عبوة ناسفة تحت سيارتي وهربتِ بعد أن ظننتِ أنني مسئول كبير. لقد شعرت ساعتها بان الله يحبني إذ نجاني من محاولة الاغتيال الرومانسية تلك. صحيح أنني نجوت من عبوتك الناسفة الرقيقة، ولكن نظراتك نجحت في اغتيال قلبي وتفجيره عن بعد.
آه يا حبيبتي! كيف لي أن آنساك وأنا اذكر وجهك البارئ ونظراتك الساحرة كلما رأيت شريط بي كي سي ، وأناملك الرقيقة تمر طيفا على خيالي كلما رأيت صواريخ قاذفة آر بي جي، واذكر خدك المتورد كلما رأيت بقايا مدرعة ملطخة بدم العلوج. واذكر قوامك الرشيق كلما رأيت صاروخ ستريلا. ويلتقط أذني صوتك الدافئ الحنون كلما دوى قصف أو انفجار بالقرب مني.
فكيف لي أن آنساك وأنا أعيش وسط كل هذه الأشياء التي تذكرني بك؟؟
وكيف أتخيل أنني سأعيش بدونك؟؟.
فهل يعيش السمك بلا ماء؟؟.
وهل يعيش الناس بلا هواء؟.
وهل يعيش العراقي بلا انفجارات؟؟.
آه، يا حبيبتي، يالقسوة قلب أبيك الذي يريد أن يفرق بيننا بلا مبرر... ألا يعرف الرحمة؟؟ الم يحب يوما قط؟؟ الم يفكر يوما بوحدتنا الوطنية؟؟ ولكن،،، والى متى سنظل نئن تحت قسوة أبيك ومخططاته التآمرية التي تصب في مصلحة ---إن؟؟ أنا من جانبي، سأشكل مليشيا من اصدقائى لمجابهة أبيك الظالم الذي جاء على ظهر دبابة أمريكية. وسأطرح عليك بعض الحلول للتخلص من أبيك الخائن (مع احترامي وتوقيري له) ليخلو لنا الجو فنتزوج، فاختاري يا حياتي بين الموت في صدري المتفجر أو الموت على قنابلي الموقوتة، وفي الاتجاه المعاكس أقذف عليك حلولا دبلوماسية الآتية -على أن يكون الأول من ضمنها:
اولا: نهرب أنا وأنت إلى مكان بعيد نجد فيه الهدوء والأمان وراحة البال، كالفلوجة أو الرمادي أو القائم أو العفر او بهرز، حيث لا انفجارات ولا طاخ وطيخ،، لنرتاح من همومنا ونفكر بهدوء في الزواج على سنة الله ورسوله. فان وافقتِ، فسوف أمر من أمام بابكم بسيارة اوبل مفخخة في الساعة الثانية ليلا، وعندما أطلق منها قذيفة هاون، تخرجين إلي، فنهرب، بعد أن أضع على باب بيتكم لافتة مكتوب عليها: "مقر تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين.
ثانيا: تضعين تحت سرير أبيك قذيفة نمساوي لتفجريها عن بعد، بعد أن نبتعد مسافة 200 متر، وسأتحمل تكاليف الزجاج.
ثالثا: أقوم بخطفه ثم اطلب فدية قدرها مليار دولار مقابل إطلاق سراحه، فترفضين دفع الفدية، فأجرب به السكينة التي اشتريتها أمس. وبعد أن نقوم بواجبنا الوطني تجاه أبيك الكريم، نتزوج وننجب مليشيا من الأطفال "الارهابيين" ، فهم جيل المستقبل المشرق الذي سيقود جمهورية ارهابستان إلى بر الأمان ويذود عن حياضها ضد دول الجوار التوسعية مثل كردستان وشيعستان. وعلى ذكر الأطفال،، اقترح أن نشتري لهم لعبا تنمي فيهم الرقة والنعومة والترف، ففي سن الثالثة تكون اللعبة عبارة عن كلاشنكوف، وفي الرابعة (بي كي سي)، والخامسة آر.بي.جي، والسادسة ستريلا، والسابعة هاون، والثامنة عبوة ناسفة، والتاسعة صاروخ كروز، والعاشرة صاروخ ابابيل. على ألا نشتري لهم أي لعبة اخطر من هذه قد تؤذيهم أثناء اللعب.
ولكن،، مهلا،، وعذرا،،، فقد ابتعد بي خيالي كثيرا،، فمن المبكر الحديث عن مثل هذه الأمور، فلنؤخر الحديث عنها إلى وقت لاحق، لدواع أمنية.
ختاما:  وليس خاتما، تقبلي اخطر تحياتي الملغومة بعبق البارود شديد الانفجار، وأحر قذائف الود الإرهابي المزلزل، واصدق عبارات التفخيخ المدمر، وبانتظار ردك العشوائي الذي لا يفرق بين مدني وعسكري.