-->

قصتين اثنتين مختلفتين بعنوان كله خير ولعله خير

- القصة الأولى: كله خير وفيها خير.
يحكى أنه كان هناك رجل متزن و دائماً ما يردد كلمة خير وعسى في الأمر خير، مع كل مصائب تحدث له يقول هذه الكلمة لدرجة أن من حوله ذهلوا منه.
وفي يوم من الأيام اتفق أهالي قريته بأن يخفوا عنه قطيع الأغنام الذي يملكه، وقد كان يملك الكثير منها ليتأكدوا من مدى صدق هذه الكلمة التي يرددها بلسانه، اتفقوا على إخفائها كـأمانة عند أهالي القرية المجاورة، ثم يعودون إليه ليخبروه بأن لصوصا قد سرقوها، و بأنهم لم يستطيعوا ردعهم عن ذلك.
وبالفعل قاموا بإخفاء الأغنام في القرية المجاورة ثم عادوا إليه يصرخون لقد سرقوا أغنامك ولم يبقى منها شيء فقفز من مكانه وقال كيف حدث ذلك فأخبروه حسب الخطة المتفق عليها.
لعله خير
حزن الرجل و قال لعل في الأمر خير لا يعلم المرء ماذا يكتب الله له؛ لعل في الأمر خير؛ جن جنونهم وقالوا مستحيل سيبكي بالمساء.
اتفقوا على أن يتجمعوا في ليلة سمر عنده و ذلك ليروا ما إذا كان سيحزن ويقنط ويبكي ويسخط، وبالفعل قضوا المساء عنده ولا جديد بأمره.
كلما ذكروه بما حدث قال: خير انسوا الأمر لقد نسيت، فإذا بها نابعة من القلب و ليست من اللسان، كان هذا إيمان حقيقي في قلبه، كان يتيقن أن هذا من عند الله فيسلم الأمر له.
وفى أثناء سهرهم عنده إذا بلصوص حقيقيون غاروا على بيوتهم وحظائرهم وسرقوا أنعامهم ، فلما أتى الصباح واكتشفوا ما حدث إذا بالعويل والنحيب والكل يصرخ سرقونا والسخط واللعن واللطم، فقال لهم صاحبنا لا يصح فعل ذلك وقد سرقت قبلكم.
فقالوا لا والله إن قطيعك في القرية المجاورة قد دسسناه عنك لنختبر كلمة الخيرة التي يرددها لسانك دائماً مع كل مصائبك لقد سرقت كل أغنام القرية إلا أغنامك لأنها كانت في القرية المجاورة.
 أرادوا أن يختبروه في هذه الكلمة فحفظه الله من لصوص حقيقيون قادمون.
الفائدة والعبرة من هذه القصة:
-  قد تحدث أمور كثيرة في حياتنا في ظاهرها شر لنا وهي خير من عند الله فلا تستعجل.
- لا تشغل بالك : واجعل الفرح شكراً، والحزن صبراً، والصمت فكراً، والنطق ذكراً.
- لا تشغل فكرك .. ربما ساءتك أوائل الأمور وسرتك أواخرها كالسحاب أوله برق ورعد وآخره غيثٌ هني.
- واستغفر فـ الإستغفار يفتح الأقفال ويشرح البال، ولا تنسى: حسبنا الله ونعم الوكيل، فإنها تطفئ الحريق وينجوا بها الغريق ويعرف بها الطريق، وداوم على (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فسرها عجيب.
- القصة الثانية: لعله خير وفي الأمر خير.
يحكى ان هناك ملك له وزير حكيم  أتاه الله من الحكمة سعة ومن رجاحة العقل بسطة، وكان دائم النصح للملك، وقانعا بقضاء الله وقدره، وفي كل أمور حياته يقول بلسان حاله: (كله خير ) حتى ولو كانت مصائب شديدة أو بلايا عاتية.
 في يوم من الايام ذهبا لصيد الحيوانات وكان الوزير، وهما في طريقهما وقع الملك في حفرة عميقة فقال له الوزير (لعله خيرا) ونزف من يد الملك دم كثيف فذهبا الي الطبيب فقال يجب قطع الاصبع حتي لايضر بالجسم فغضب الملك ورفض ذلك. الا ان اصبعه لم يتوقف عن النزيف فقام بقطع الاصبع فقال له الوزير (لعله خيرا). فقال الملك ما الخير في ذلك، فغضب الملك غضبا شديدا وامر الحراس بحبس الوزير، فقال الوزير (لعله خيرا) وامضى بذلك الوزير فترة طويلة داخل السجن.
وفي يوم من الايام ذهب الملك واخذ معه الحراس للصيد، فوقع الملك في يد جماعة من الناس الذين يعبدون الاصنام، فاخذوا الملك وارادوا ان يقدموه قربانا للاصنام، ولكن عندما وجدوا ان اصبع الملك مقطوع تركوه واخلوا سبيله.
وعندما وصل الملك الى قصره طلب من الحراس على الفور ان ياتوا بالوزير فروى ما حدث معه له واعتذر منه وقال الملك عندما امرت الحراس ان يسجنك قلت (لعله خيرا) فما الخير في ذلك قال لو انك لم تحبسني كنت ساكون قربانا الاصنام بدلا منك (فلعله خيرا).
وقال الوزير ان الله عندما ياخذ من الانسان شئ فانه يكون لكي يمتحن الله الانسان ولو ان اصبعك لم يقطع كنت الان تقدم قربانا الاصنام .ففرح الملك فرحا شديدا وقال (لعله خيرا).
فوائد هذه القصة والعبرة منها ما يلي:
- لا تجزع على ما أصابك فإن الخير كل الخير ما قضاه الله لك - كن على يقين أن الله لا يخيبك ولو جاءت الأمور على عكس ما تشتهيه وترغب
- حاول دوما أن تخفف المصاب على أخيك المبتلى، بتذكيره بفضل الله وكرمه وفرجه، وأن تصبر على ردة فعله.
-  احرص على الحكمة وأهلها، فإنه من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا.
-  استغل دائما كل ما يحدث معك لتتعلم منه وتأخذ الدروس والعبر، فإن الله يذكرك دوما بأبسط الأمور.
الخلاصة من القصتين:
وعجبا لأمر المؤمن كل أمره خير، إن أصابه سراء شكر فكان خير له، وإن أصابه ضراء صبر فكان خير له.

إذا أعجبتك القصتين شاركها مع الجميع للإفادة ولا تجعلها تقف عندك.
 شاهد هذه القصة بالصوت والصورة في هذا الفيديو.